اقرأ في هذا المقال
- من هم قوم ثمود
- أنواع العذاب التي أهلك الله بها قوم ثمود
- تفاصيل أنواع العذاب التي أهلك بها الله قوم ثمود
من هم قوم ثمود
هم قوم سيدنا صالح عليه السلام وهم يتبعون إلى سيدنا نوح عليه السلام، واسمهم قوم ثمود نسبة لاسم جدهم ثمود، أما سيدنا صالح لقد بعثه الله إليهم حتى يدعوهم للإسلام ويهديهم إليه، وقد كانوا يعبدون الأصنام فكان ترك عبادتهم للأصنام وهدايتهم من مهام سيدنا صالح، فقد اهتدى وآمن جزء منهم على يد سيدنا صالح عندما بُعِثَ إليهم والجزء الآخر منهم لم يؤمنوا به وكانوا يستهزؤون به وبرسالته واتهموه بالجنون وخططوا لقتله حتى نزّل عليهم الله العذاب.
أنواع العذاب التي أهلك الله بها قوم ثمود
- الصاعقة:
أرسل الله تعالى صاعقة قوية على قوم ثمود، فأهلكتهم عن بكرة أبيهم، قال الله تعالى: “فَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (فصلت: 17).
- الرجفة:
أرسل الله تعالى عليهم رجفة قوية، فهدمت بيوتهم، وسقطت عليهم الجبال، قال الله تعالى: “فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ” (الأعراف: 91).
- الصيحة:
أرسل الله تعالى عليهم صيحة هائلة، فماتوا جميعًا، قال الله تعالى: “وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ” (هود: 67).
- الحجارة:
أرسل الله تعالى عليهم حجارة من السماء، فقتلهم جميعًا، قال الله تعالى: “فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رَجْفَاً وَصَيْحَةً وَحَاصِبَاً بِالْحِجَارَةِ مِنْ سِجِّيلٍ” (الحجر: 83).
تفاصيل أنواع العذاب التي أهلك بها الله قوم ثمود
لقد خالف قوم ثمود أمرَ نبيهم صالح عليه السلام، وطغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، واستعجلوا العذاب على المغفرة ساخرين بذلك من نبي الله صالح عليه السلام، فقال لهم نبي الله صالح: “قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” النمل:46. فما كان من قوم ثمود إلّا الاستمرار في الطغيان والإفساد والتكبر في الأرض، فعقروا الناقة، واجتمعوا على قتل نبي الله صالح عليه السلام وأهله، فكان مكرهم وكيدهم مردود على نحورهم، فكان أخذَ الله لهم أخذاً شديداً وأليماً، فأنزل الله بهم صنوفاً وأشكالاً كثيرةً من العذاب كما أخبر الله تعالى به في كتابه، ألا ترى أن الله تعالى قد سمى العذاب الذي أنزلهُ الله بهم بأنهُ “رجفةً”، فقال تعالى: “فأخَذَتُهم الرَجفةُ فأصبَحوا في دارِهِم جاثِمين” الأعراف:78.
1- في موضع آخر سُمي العذاب الذي وقع عليهم “بالصَيحةِ” فقال تعالى: “وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ” هود:67. وسمي العذاب في موضعٍ آخر في كتابه العزيز بصاعقة العذاب الهون، فقال تعالى: “وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” فصلت:17. وفي كلّ مرةٍ من المراتِ الثلاثة يذكر القرآن الكريم لنا عذاب قوم ثمود من جانب يختلف عن الآخر، مما يزيد الأمرُ وضوحاً ويُبين لنا العذاب الشديد الأليم الذي وقع بقومِ ثمود، فالعذاب ليس مجرد صيحةٍ عظيمة شديدة القوة والطغيان، بل صحب هذه رجفةً شديدةً وزلزلةً عظيمة رجفت بهم فقطعتهم.
2- قال الله تعالى: “إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ” القمر:31. فقد ذكر الشوكاني في تفسيره، أنهم صاروا كالشجرِ إذا يبس في الحظيرة وداستهُ الغنم بعد سقوطه. أي أنهم صاروا مقطعين ممزقين مثل حطام الشجر اليابس الذي يجمعهُ صاحب الماشية ليصنعَ به حظيرةً ليجمع فيها أغنامه وماشيتهِ. ثم جاءت سورة فصلت؛ لتُبين لنا بأن قوم ثمود صُعقوا بالعذاب الشديد الذي صحبهُ صيحةَ الهون والإذلال لقوم ثمود فسحقاً لهم وبعداً.
قال البقاعي: أي محطمين كالشجرِ اليابس الذي جعله الراعي ومن في معناهُ ممن يجعلُ سيئاً يأوي إليه ويحتفظ به ويحفظ ماشيتهُ، وهو حظيرة أي عبارة عن شيء مستدير مانع في ذلك الوقت لمن يدخل إليه، فهو يتهشم ويتحطم كثيرٌ منه، وهو يعملهُ فتدوسهُ الغنم ثم تتحطم أولاً فأول، وكل ما سقط منه شيء فداستهُ الغنم كان هشيماً، وكأنه الحشيش اليابس الذي يجمعهُ صاحب الحظيرة لماشيتهِ.
3- قال الطبري في تفسيره لقوله تعالى: “فكانوا كَهَشيمِ المُحتَظِرِ” يقول تعالى في ذكره هنا، فكانوا بهلاكم بالصيحة بعد نضارتهم أحياء، وحسنهم قبل بوارهم كيبس الشجر الذي حظرهُ بحظير حظرتهِ بعد حُسن نباته، وخضرةِ ورقةٍ قبل يباسه. وقد اختلف أهل التأويل في المعنى بقولهِ “كَهشِيمِ المُحتَظِرِ” فقال بعضهم: إننا نعني بذلك العِظام المحترقةِ، وكأنهم وجهوا معناه إلى أنه مثل هؤلاء القوم بعد هلاكهم وبلائهم بالشيء الذي أحرقهُ محرق في حظيرته.
4- ذكر أسعد حومد: أي أرسل الله عليهم صيحةً واحدة، بواسطةِ جبريل، فهلكوا وماتوا جميعاً وأصبحوا ملقين على وجه الأرض كالعشب اليابس الذي يجمعهُ صاحب الحظيرةِ لماشيتهِ. ولعلَ لكلِ نوعٍ من أنواع العذاب قصةً خاصةً ذكرها القرآن الكريم، فالصيحةُ لها قصة، ولِعذاب الهون قصة، وللرجفةِ التي نزلت بقوم ثمود قصة، وسأتكلم عن موجزٍ بسيط من كل قصة عذاب.
5- عقر ثمود الناقة فأصابتهم الرجفة وهي عذاب من الله بسبب قتلهم للناقة التي حذرهم الله من الاقتراب منها أو المساس بها، أو التعرض لها، فقد خالفوا الأمر وعقروها فنزلت بهم الرجفةُ، فقال تعالى: “قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ–فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ–فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ” الأعراف:76-78.
6- ذكر الزمخشري: أي لمّا عتوا عن أمر ربهم واستعجلوا العذاب بقتل الناقة، وتكذيبهم بما جاء به صالح على لسان ربه، ولذلك علقوه بما هم به كافرون، وهم كونه من المرسلين الرجفةُ والصيحةُ التي زُلزلت لها الأرض واضطربوا لها في دارهم في بلادهم أو في مساكنهم جاثمين هامدين لا يتحركون موتى من العذاب، وهو الرجفة التي أصابت القوم جميعاً الذين اتفقوا على عقر وقتلِ الناقةِ. فقال البيضاوي: فأخذتهم الرجفةُ، أيّ زلزلةً عظيمةً، فأصبحوا في دارهم جاثمين: أي خامدين ميتين.