ما هي الآيات التي تعصم من الدجال؟

اقرأ في هذا المقال


أدلة شرعية تعصم من الدجال

أولاً: عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: “من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف، وهناك رواية من آخر الكهف – عُصم من الدّجال” أخرجه مسلم.

ثانياً: عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:” من قرأ ثلاث آياتٍ من أول الكهف عُصم من فتنة الدّجال”. أخرجه الترمذي في فضائل القرآن.

يلحظُ من الحديث الأول وهو المشهور، أنه ذكر حفظ العشر آيات الأوائل وعند الترمذي جاء من قرأ ثلاث آيات، ويمكن الجمع بين الأمرين بعد وجوه أرجحها عندي أنّ الحديث الأول اختص بالحفظ أما الحديث الثاني فقد اختص بالقراءة، ويحتمل من قرأها في وجه الدجال، ويعزز ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام: “فمن أدركهُ منكم فليقرأُ عليه فواتح سورة الكهف”. وعلى هذا الوجه تكون العصمةُ من الدجال وذلك بحفظِ عشر آيات وتدبر معانيها، فإذا تعرض صاحبها للدّجال وواجههُ فليقرأ الآيات الثلاثة الأولى عليه.

إنّ الحديث يشير إلى فضيلة سورة الكهف، وضرورة حفظها وتدبرها، خاصة أولها وآخرها، وإنّ اختيار سورة الكهف للعصمةِ من فتنة الدّجال فيه عدة تأويلات:

التأويل الأول: لما يتضمن أولها وآخرها من العجائب والآيات التي يحصل لمن تدبرها عدم الاغترار بفتنة الدّجال.

التأويل الثاني: أنه بسبب ما ورد فيها من ذكرٍ لقصة أصحاب الكهف، وما حصل معهم من عجائب فمن وقف عليها لم يستغرب أمر الدّجال، ولم يهله أمره، فلم يفتتن به، وهذا القول يستند على حفظ السورة بأكملها؛ لأن العشر الأوائل من سورة الكهف لا تستوعب قصة أهل الكهف، بل تُشرع في ذكرها، أو ذكر عنوان القصة، ولعلّ الشروع فيها يترتب عليه معرفتها بأكملها ويكون ذكر العشر الأوائل من السورة على جهة الاستدراج في حفظها بأكملها، أو على الأقل إتمام حفظ قصة أهل الكهف فيها، ويعزز هذا القول ما ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم خرج إلى الدّجال، لم يُسلط عليه أو لم يكن له عليه سبيل”. وما ورد أنّ من حفظ سورة الكهف ثم أدركه الدّجال لم يسلط عليه.

التأويل الثالث: إنّ هذا من خصائص سورة الكهف، حيث إنّ لها نوراً خاصاً لا يستطيع أن يخترقه الدّجال، كما أنّ لآية الكرسي نوراً خاصاً يمنع الشيطان من الاقتراب من صاحبها، وكما أنّ لخواتيم سورة البقرة نوراً يترتب عليه كفاية صاحبها من كلّ مكروه ليلته إذا قرأها قبل منامه.


شارك المقالة: