الأعمال التي يقوم بها المصلي أثناء الخشوع:
هناك أعمال يجب على المُصلّي التحلي بها أثناء خشوعهِ في الصلاة ألا وهي ما يلي:
1- أن يجلس مستقبلاً القبلة يقرأ القرآن أو يذكر الله تعالى كثيراً، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إنّ لكلِ شيءٍ سيداً وإنّ سيد المجالس استقبال القبلة.
2- ينوي انتظار الصلاة ولا يؤذي؛ فإنه في صلاةٍ ما انتظر الصلاة وتُصلّي عليه الملائكة، قبل الصلاة وبعدها ما دام في مُصلاه؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “لا يزالُ العبد في صلاةٍ ما كان في مُصلاه ينتظرُ الصلاة، وتقول الملائكةُ يُصلّون على أحدكم ما دام في مجلسهِ الذي صلى فيه، يقولون: اللهم ارحمهُ، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه ما لم يؤذِ ما لم يُحدث”.
3- إذا أقيمت الصلاة فلا يُصلي إلا المكتوبة؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام: “إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلّا المكتوبة” رواه مسلم.
4- يُقدم رجلهُ اليسرى عند الخروج من المسجد بعكس دخوله؛ لأنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يحب التيمن ما استطاع في شأنهِ كله: في طهوره وترجّلهِ وتنعلهِ، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يبدأ برجلهِ اليمنى فإذا خرج بدأ برجله اليسرى، وقال أنس رضي الله عنه: “أنه من السنةِ إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى، ويقول:“بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم إنّي أسألك من فضلك، اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم” رواه ابن ماجه.
يجب على المسلم أنّ لا يلتفت في الصلاةِ لغير الحاجة؛ وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: “سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة، فقال: “هو اختلاسٌ يختلسهُ الشيطانُ من صلاةِ أحدكم” رواه البخاري.
والالتفاتُ نوعان: النوع الأول: ويُسمّى التفاتٌ حسّي ويكون علاجه بالسكون في الصلاة، وعدم الحركة. والنوع الثاني: هو التفات معنوي بالقلب، وهذا علاجهُ يكون صعبٌ وشاق، إلا على من يسرّهُ الله عليه، ولكن أعظم العلاج اس هو استحضار عظمة الله، والوقوف بين يدي ربه الكريم، والاستعاذة بالله من الشيطان، والتفلِ عن اليسار ثلاثاً؛ وذلك لحديث عثمان بن أبي العاص أنه أتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله إنّ الشيطان قد حالَ بيني وبين صلاتي وقراءتي يُلبسها عليّ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “ذاك شيطانٌ يُقال له خنزبٌ فإذا أحسستهُ فتعوذ بالله منهُ، واتفل عن يسارك ثلاثاً” قال: ففعلتُ ذلك فأذهبهُ الله عني” رواه مسلم.
– لا يجوز للمُصلّي عدم رفع البصر إلى السماء؛ وذلك لحديث أنس رضي الله عنه قال: قال انبساط الكلب رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “ما بالُ أقوامٍ يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم” واشتدّ قوله في ذلك حتى قال: لينتهُنّ عن ذلك أو لتخطفّنّ أبصارهم” رواه البخاري.
– لا يصحُ افتراش الذراعين في السجود؛ وذلك لحديث أنس رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “اعتدلوا في السجود، ةلا يبسطُ أحدكم ذراعيهِ انبساطَ الكلبِ”.متفق عليه.
– عدم التخصرِ في الصلاة؛ ودليلُ ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يُصلي الرجل مختصراً، ولقول عائشة رضي الله عنها أنها كانت تكرهُ أن يجعل المُصلي يدهُ في خاصرتهِ، وتقول: إن اليهود تفعلهُ” رواه البخاري.
– عدم تمعن نظر المصلّي فيما يُلهي ويُشغل؛ وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها أنّ النبي عليه الصلاة والسلام صلّى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال: “اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهمٍ وائتوني بأنجبانية هي عبارة عن “كساء غليظ لا علم” هذه إلى أبي جهنم واءتوني بأنجبانية أبي جهم، فإذا ألهتني آنفاً عن صلاتي” متفق عليه.
– عدم الإقعاء المذموم؛ ودليلُ ذلك هو حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي عليه الصلاة والسلام وفيه: “وكان ينهى عن عقبة الشيطان” فهذا الإقعاء المكروه، وهو أن يُلصق أليتهُ بالأرض، وينصب ساقيه، ويضع يديه على الأرض كما يقعي الكلب وغيره من السباع، وهذا الإقعاء على هذه الصفة مكروهٌ باتفاق العلماء. شرح النووي في صحيح مسلم.
– لا يجوز للمُصلي أن يعبث بجوارحهِ، أو مكانهِ لغير حاجةٍ؛ وذلك لحديث معيقيب رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال في الرجل يسوّي التراب حيث يسجدُ، قال: “إن كنت فاعلاً فواحدة” متفق عليه.
– عدم تشبيك الأصابع وفرقعتها في الصلاة؛ وذلك لحديث كعب بن عُجرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “إذا توضأ أحدكم فأحسنَ وضوءه، ثم خرجَ عامداً إلى المسجد فلا يشبكن بين أصابعهِ؛ فإنه في صلاة” رواه الترمذي.