ما هي الأفعال الموجبة للكفارة؟

اقرأ في هذا المقال


الكفارة:

لقد قال ابن قتيبة إنَّ الكفارة مقسومةٌ إلى عدة أقسام، ومن أهم أقسامها كفارة الظهار، وهي مأخوذة من كفرت الشيء أيّ غطيتهُ وسترتهُ، كأنها تُكفر الذنوب، بمعنى تستُرها، ويكون بمثل ذلك الغُفران والمغفرةُ: أيّ الستر، فنقول غفرتُ إذ سترتهُ. ومن الفهم ضمناً ممّا وضحهُ الشارح أن الكفر يأتي على معنى السترِ والتغطيةِ وهي دلالةٌ أصلية لمادةِ كَفّر.

السبب الموجب للكفارة:

لما كان الصوم عملاً مشروعاً ومفروضاً على كل مكلف عاقل وبالغ شاهد لرمضان عملاً بقوله تعالى:”يا أأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” البقرة:183. فقد دلت هذه الآية على أن كتب بمعنى فرض فدلت على فريضة الصيام والإلزام، كما وردت آية أخرى تدل على أن الصوم واجب على كل من شهد الشهر عملاً بقوله تعالى:“فَمن شَهِدَ مِنكُم الشَهرَ فَليَصُمهُ”. فإنَّ شهود الشهر يوجب الصوم المفروض بالآية المتقدمة، وذلك لسببين:
الأول: لفظ”من” فإنها من صيغ العموم.

الثاني: اقتران الأمر باللام في قوله تعالى: فليَصمه.

ولفظ شهد بمعنى حضر وفيه إضمار أيّ: من شهد منكم المسلم المُصر في الشهر عاقلاً بالغاً صحيحاً مقيماً فليصمه. ولما كان صوم رمضان ذا فضلٍ عظيم ونفع عميم كان لا بد من المحافظة عليه، وعدم انتهاك حرمته لذلك كان تقدير ثوابه متروكاً لله تعالى الذي قال في الحديث القدسي “كلّ عمل ابن آدم لهُ وأن كانت العبادات كلها له لأمرين باين الصوم بهما سائر العبادات”.
الأول: هو أن الصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتها، ما لا يمنع منه سائر العبادات.
الثاني: أن الصوم سر بين العبد وربه لا يظهر إلا له فلذلك صار مختصماً به وما سواه من العبادات ظاهر، ربما فعله تصنعاً ورياء فلهذا صار أخص بالصوم من غيره. وذلك لما تقدم من أهمية الصيام لكونه مفروضاً ومشروعاً وواجباً على شاهدي الشهر كانت المحافظة عليه واجبةً وانتهاك حرمته يُعدّ جناية على الصوم وكل من ارتكب جناية أعدت له عقوبة ومنهك حرمة الشهر عمداً يُعدّ مفطراً آثماً ولذلك أعد الله عقوبة لمن اعتدى على حرمة الصوم عامداً متعمداً وهي الكفارة والقضاء في بعض الأحوال وإنَّ كان كلامنا سيقتصر على الفطر الموجب للكفارة؛ لأن الفطر سبب والكفارة مُسبب والسبب مرتبط بالمسبب وجوداً وعدماً.


شارك المقالة: