ما هي الحكمة من تحريم نمص الحواجب؟

اقرأ في هذا المقال


الحكمة من تحريم نمص الحواجب

لقد اختلف أهل العلم في تعريف النمص الذي يفعلهُ البعض سواء كان رجلاً أو امرأة، وأن الله لعن أيضاً كل من يُنمص لشخصٍ آخر سواء كان أيضاً رجل أو امرأة وذلك بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال بعض أهل العلم أنّ النمص هو نتف شعر الوجه عموماً، وقال البعض الآخر أنّه نتف شعر الحاجبين خصوصاً، كما خصّص البعض النمص بنقش الحاجبين لجعلهما رقيقين جداً. ومن الفقهاء من قال: “إنّ حلق الحاجبين هو نوعٌ من إزالة الشعر المُحرم، بينما قال البعض الآخر بأنّ النتف محرم ولكن الحلق جائز” .

إنّ الله لا يُحرم أمراً إلّا فيه حكمة معينة، ولا يُجيزُ شيئاً إلّا لهدف سامٍ ومصلحة، ومن أجل ذلك فقد أمر الله بتحريم النمص؛ وذلك لما فيه من أضرار صحيحة وخطيرة، فقد أثبت العلم الحديث، على أنّ النمص وإزالة شعر الحواجب يؤدي إلى حدوث التهاب النسيج الخلوي للعين، وكذلك أيضاً يُسبب احمراراً في العين وتورمها، والتهابٌ في البشرة وحدوث تشوهات في تلك المنطقة حول العين التي قد تؤدي إلى الإصابة بالصداع المُزمن.
وقيل أيضاُ أنّ النمص يؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي. حيث إنّ إزالة شعر الحاجب قد تؤدي إلى أكسدة الدم وتجمدهُ في موضعهِ، وبمرور الوقت تتجمعُ هذه النقاط، وتتحول إلى خلايا سرطانية، تُسبب الإصابة بسرطان الثدي. وإزالة شعر الحاجب بشكلٍ مستمر يؤدّي إلى إتلاف بصيلات الشعر، وتعمل على تهييج العصب الخامس والتهاب وحساسية الجيوب الأنفية، و أثبتت الدارسات العلمية أنّ رسم الحواجب باستعمال المكياج يسبب الإصابة بتسمم الكبد نظراً لاحتواء مستحضرات التجميل على مواد كيميائية ومعادن ثقيلة، يؤدّي النمص أيضاً إلى إصابة الحواجب بالترهل نتيجة لترهل عضلات الحاجبين، كذلك وجد الأطباء أنّ شعر الحاجب يتصل بالكثير من الأعصاب  الحسية وفي حال إزالة شعر الحاجب فإنّه يسبب أضرار للعديد من أجهزة الجسم كالكلى والغدة الدرقية وغيرها.

وقد وردت العديد من الحِكَم لتحريم النمص، منها:

  • النمص تغيير لخلق الله تعالى: خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، والنمص تغيير لخلق الله تعالى، وهذا من الكبائر.
  • النمص تشبه بالكافرات: كان النمص من عادات الكافرات في الجاهلية، وقد نهى الإسلام عن التشبه بهن.
  • النمص إيذاء للنفس: النمص يسبب ضررًا للجلد، وقد نهى الإسلام عن إيذاء النفس.
  • النمص غش وخداع: قد تلجأ بعض النساء إلى النمص لتغيير مظهرهن، وهذا من الغش والخداع.

حكم نتف شعر اللحية والحاجبين للرجل

لا يصحُ للرجل بأن يُزيل شيئاً من لحيته، عن طريق النمص أو الخيط وذلك؛ للأدلة الكثيرة التي تأمر بإعفائها وتوفيرها. وحدّ اللحية وما نبت على العارضين أو الخدين أو الذقن. وأمّا ما خرج عن ذلك، مثل الشعر النابت على الجبهة وما بين الحاجبين، فلا حرج في إزالته عند بعض أهل  العلم. وذهب آخرون إلى منع ذلك، ولا سيما إذا كانت إزالته عن طريق النتف أو الخيط أو ما يُشبه ذلك.

أمّا سببُ اختلافهم كان في معنى النمص الذي ورد في الحديث بلعنِ من فعلهُ، فمنهم من جعله مختصاً بالحاجبين، ومنهم من جعله شاملا لكل شعر الوجه، والنمص محرم على الرجل والمرأة، لأنّه ورد مُعللا بما فيه من تغيير خلق الله، ولا فرق في هذا بين الرجل والمرأة. ذهب البعضُ إلى خصوصية النمص بالحاجبين، وذهب إلى ذلك الأمر جماعة من أهل العلم، فقد أفتوا بأنّه يجوز إزالة شعر الوجه ما عدا اللحية والحاجبين. أمّا المعنى الآخر للنمص هو: إزالة الشعر عموماً، فقد ذهب الكثير من العلماء إلى منع نتف الرجل لشعر وجهه وتحديده، وهذا ما قال به ابن عثيمين.

وقد سئل ابن عثيمين، ما حكم نتف الشيب من الرأس واللحية؟ فقيل: أمّا إذا كان من اللّحية أو شعر الوجه، فإنّه محرم في الشريعة الإسلامية. فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، بأنّه لعن النامص والمتنمصة، وعلينا القول لهذا الرجل، إذا كنت ستتسلط على كل شعرةٍ ابيضَّت فتنتفها، فلن يبقى هناك لحية، فعليك أن تُبقي حالك على ما خلقك الله عليه ولا تُزل شيئاً من هذا الشعر. أمّا إن كان النتف من شعر الرأس فلا يصل إلى درجة التحريم؛ لأنّه ليس من النمص. والذي يظهر بأنّ النّمص مختص بإزالة شعر الحاجبين، وعليه فلا حرج على الرجل في إزالة شعر الوجه الخارج من اللحية والحاجبين.

الإعجاز العلمي في عدم نتف الحواجب

لقد حرّم رسول الله صلّى الله عليه وسلم نتف الحاجبان؛ ذلك لأنّهم اكتشفوا بأنّ الحواجب تتصل على أوردةً صغيرة تُنمي العصب البصري ومن مهمتها أيضاً أنها تضرُ الوريد المغذي، ومن ناحية علمية اخري أن بصيلات الشعر في الحاجب ترفع من حواجب العينين؛ لأنّها تخزن الدهون في بصيلات الشعر . و لكن إزالة تلك البصيلات تعمل على إضعاف طبقة الجلد تحت الحاجب بشكل نهائي.

شارك المقالة: