اقرأ في هذا المقال
المدة التي مكثها آدم عليه السلام مصوراً قبل النفخ
لقد اختلفوا في المدة التي مكثها آدم عليه السلام مصوراً على أقوال:
– أربعون سنة: قال ابن عباس ورجحهُ سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان وقال “إن ذلك أظهر لوجهين: أحدهما؛ لأنه تمام الخلق ولهذا لم يُبعث نبياً إلا بعد أربعين سنة والثاني: من أجل أن تدور عليه الأفلاك بالنجوم السبعة المدبرات أمراً فتستحكِم أجزاءهُ ويكملُ خلقه”.
– أربعون ليلةً: وهكذا قال الضحاك.
– وبعضهم قال لم يُقدر بشيء: قاله مقاتل، وهذا ما رجحهُ الباحث، فالأولى عدم تعيين الزمن ما دام ليس هناك نص من قرآن أو سنةً صحيحة، فإن الله قادر على خلق آدم في لحظة واحدة، وقادر على خلقهِ في ملايين السنين، فالزمنُ لا يساوي شيء عند الله؛ لأنه خالق الزمن، والمُرحجات التي رجح بها سبط ابن الجوزي قول ابن عباس لا تقوى؛ لأن عيسى عليه السلام كان نبياً قبل الأربعين سنة، فالأولى إذن عدم تعيين الزمن.
مكان خلق آدم عليه السلام
لقد اختلف البعض في مكان خلق آدم قولين
– قال البعض أن آدم خلق في السماء على باب الجنة، هكذا قال ابن عباس.
– والبعض قال أنه خُلق على الأرض ما بين مكة والطائف، فكان إبليس إذاً مر به فزع قاله السدي. إن اختلاف العلماء في تحديد المكان الذي خلق فيه آدم ناشيءٌ عن اختلافهم في مكان الجنة التي كان بها آدم، فمن قال إن جنة آدم كانت على الأرض قال إنه خلقٌ في الأرض، ومن قال إنها جنة المأوى أو جنة في السماء، قال إنه خلقٌ في السماء، ويرجع الباحث أن خلق آدم كان على الأرض وذلك؛ لأن آدم خُلق ليكون خليفة في الأرض، وخُلق من طين الأرض، فهو من الأرض وسيخرجُ يوم القيامة من الأرض، فلا ينبغي أن نقول أنه في السماء ما دام القرآن قد صرح أنه خلق للأرض وليس لدينا دليل على أنهُ انتقل إلى السماء.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: والجنة التي أسكنها آدم وزوجته عند سلفِ الأمةِ وأهلُ السنة والجماعة هي: ما تسمى بجنة الخلد، ومن قال: بأن هي جنةٌ في الأرض بأرض الهند أو بأرض جدّة، أو غير ذلك، فهو من المتفلسفة والملحدين، أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين، فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة.
فإن آدم عليه السلام خلقه الله تعالى في الجنة، جاء في صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك.
والهبوط معناه النزول من الأعلى إلى الأسفل، وهو ضد الصعود؛ كما قال أهل اللغة والتفسير، وهبوط آدم ومن معه كان من الجنة التي هي في السماء إلى الأرض التي سيعيشون عليها ويدفنون فيها ويخرجون منها للبعث كما قال تعالى: “قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ “الأعراف:25.
متى خُلق آدم عليه السلام؟
خلق الله تعالى آدم يوم الجمعة ما بين العصر إلى الليل، فكان آدم آخر الخلق، وقد دلت على ذلك ثلةٌ من الأحاديث الصحيحة التي وردت في صحيح مسلم وفي باقي السنن، فقد روى مسلم عن طريق عبد الله الأعرج أنهُ سمع أبا هريرة يقول، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “خير يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خُلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أُخرج منها” صحيح مسلم.
وروى مسلم أيضاً من طريق عبد الله بن رافع عن أبي هريرة قال أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بيدي فقال: “خلقَ الله عزّ وجل التربة يوم السبت، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل” صحيح مسلم.
وروى الترمذي في سننه عن عبد الله الأعرج عن أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة“، وقال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. وهناك عشرات الأحاديث ذكرت في سنن الترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي ومسند أحمد كلها تؤكد أن خلق آدم يوم الجمعة.
وقد اتفق أهل الكتاب كذلك مع أهل الإسلام في الزمن الذي خُلق فيه آدم ألا وهو يوم الجمعة كما ذكرت التوراة في سفر التكوين أن خلق آدم كان في اليوم السادس عندما فرغ الله من خلق السماء والأرض والمعادن والنباتات والحيوان عندما اتجهت إرادته بخلق آدم فقال: وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطونَ على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم.