ما هي صحف إبراهيم عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


صحف إبراهيم عليه السلام:

لقد ذكر القرآن الكريم ما أنزل على خليل الله عليه السلام من الكتب، وقام بتسميتها “بالصحف” والواجب على كل مسلم أن يؤمن بها كما ورد في القرآن والسنة، وسُميت هذه الصحف بنص القرآن بالصحف الأولى، كما قال تعالى: “إنّ هذا لفي الصّحُفِ الأولى- صحف إبراهيم وموسى” الأعلى:18-19. وصحفُ إبراهيم هي عبارة عن الرسائل السماوية التي تلقاها النبي إبراهيم عليه السلام بعد أن اتخذهُ الله خليلاً. وأنزل عليه هذه الصحف وأمره فيها أن يبلغ دعوة دين الله تعالى.

وقت نزول صحف إبراهيم عليه السلام:

لقد ورد حديث في السنة النبوية يبين وقن نزول صحف إبراهيم عليه السلام، كما في مسند الإمام أحمد عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “أنزلت صُحف إبراهيم عليه السلام في أولِ ليلةٍ من رمضان وأنزلت التوراةُ لستٍ مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرةَ خلت من رمضان وأنزل الفرقان لأربعِ وعشرين خلت من رمضان” مسند الأمام أحمد. وفي هذا إعلام بأن شهر رمضان اختارهُ الله لإنزال الكتب الإلهية فيه، ومن هذا الصحف إبراهيم عليه السلام.

على ماذا تحتوي صحف إبراهيم عليه السلام:

لقد أخبر القرآن عما تحتويه صحف إبراهيم في موطنين، ولنا أن نؤمن بما وصلنا منه كما نص القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية على وجه التفصيل وأما ما لم يصلنا بالطريق الحق فلا نؤمن به على وجه التفصيل؛ لأن هذه الصحف دخلها التحريف كما دخل الكتب السابقة، ولذا فإن الواجب الإيمان بما ورد في صحف إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم، وقد وجد ذكرها في القرآن الكريم في موضعين وهما ما يلي:

  • قال تعالى: “أم لم يُُنبأ بما في صحفِ موسى- وإبراهيم الذي وفى- ألّا تزرُ وازرةً وزرَ أخرى- وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى- وأنّ سعيهُ سوفَ يُرى- ثمّ يُجزاهُ الجزاء الأوفى- وأنّ إلى ربّك المُنتهى- وأنه هو أضحكَ وأبكى- وأنّهُ هو أماتُ وأحيَا- وأنّهُ خلقَ الزوجينِ الذكروالأنثى- من نطفةٍ إذا تُمنى- وأن عليه النشأة الأخرى- وأنّهُ هو أغنى وأقنى- وأنهُ هو ربُّ الشّعرى- وأنّهُ أهلك عادا الأولى- وثمودُ فما أبقى- وقومنوحٍ من قبلُ إنهم كانوا هم أظلم وأطغى- والمُؤتَفِكةُ أهوى- فغشاها ما غشى” النجم:36-45. والمتمتعين في الآيات يجدُ أن صحف إبراهيم عليه السلام، قد أظهرت وفاء نبي الله إبراهيم عليه السلام، وبيان مآل الإنسان، وقد احتوت على مواعظ، وبينت صفات الله سبحانه وتعالى، وبينت ما آلت إليه الأمم السابقة.
  • قال تعالى أيضاً: “قدّ أفلحَ من تزكّى- وذكرَ اسم ربّهِ فصلّى- بل تؤثرون الحياة الدنيا- والآخرة خيرٌ وأبقى- إنّ هذا لَفي الصُحفِ الأولى- صُحفِ إبراهيم وموسى” الأعلى:14-19. وقد اختلف في أيات سورة الأعلى هل كانت هذه الآيات فقط هي التي وردت في صحف إبراهيم عليه السلام أم أن سورة الأعلى بجميعها هي ما وردت في الصحف، ولا ضير فإن الآيات من سورة الأعلى قد احتوت على وصية تبين الفلاح والنجاح والفوز لمن ظهّر نفسه، ولزم ذكر الله وبينت حال الناس في الحياة الدنيا ومدى تفضيلهم لها على الآخرة.
    وأما في السنة النبوية: فقد ذكر بعض ما في هذه الصحف، وبعض ما فيها اشتمل على مواعظ ووصايا، ومما ورد في ذلك حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: “قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ ! فَما كانَت صُحفُ إبراهيمَ ؟ قالَ: كانَت أمثالًا كلُّها: أيُّها الملِكُ المسلَّطُ المبتَلَى المغرورُ، فإنِّي لم أبعثْكَ لتجمَعَ الدُّنيا بعضَها إلى بعضٍ، ولكن بعثتُكَ لترُدَّ عنِّي دعوةَ المظلومِ، فإنِّي لا أردُّها ولَو كانَت مِن كافِر. وكانَت فيها أمثالٌ: علَى العاقِلِ ما لَم يكُن مغلوبًا علَى عقلِهِ أن تكونَ له ساعاتٌ؛ ساعَةٌ يُناجي فيها ربَّهُ عزَّ وجلَّ، وساعةٌ يحاسِبُ فيها نفسَهُ، وساعَةٌ يفكِّرُ فيها في صُنعِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وساعةٌ يخلو فيها بحاجتِهِ من المطعَمِ والمشرَب، وعلى العاقلِ أن لا يكون ظاعِنًا إلَّا لثلاثٍ؛ تزوُّدٍ لمعاد، أو مرمَّةٍ لمعاش، أو لذَّةٍ في غيرِ محرَّم، وعلى العاقِلِ أن يكونَ بصيرًا بزمانِهِ، مقبِلًا على شأنِهِ، حافِظًا للسانِهِ، ومن حسَبَ كلامَهُ من عمَلِهِ قلَّ كلامُهُ إلا فيما يعنيهِ”.
    فنستنتجُ مما سبق أنه يظهر لنا أن صحف إبراهيم عليه السلام احتوت على توجيهات أخلاقية ودعت إلى فضائل سامية، ورسخت حقائق إيمانية، وذكرت بعض صفات الله تعالى، وذكرت بمصير المرء، وذكرت مصير الأمم السابقة.

شارك المقالة: