ما هي صفات عيسى عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


الصفات الخُلقية للمسيح عيسى عليه السلام:

أن أبرز ما اتصف به عيسى عليه السلام هي صفة النبوة، كما أن عيسى عليه السلام كان من أولي العزم من الرسل، ولا شك أن الأنبياء وهبهم الله من حميد الخصال، وكريم الفعال، ما يفوقون به غيرهم من البشر، ومما ورد من صفات عيسى عليه السلام ما يلي:

  • البركة كما في قوله سبحانه وتعالى: “وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا” فالبركةُ جعلها الله من تعليم الخير والدعوة إليه، والنهي عن الشر، والدعوة إلى الله في أقواله وأفعاله، فكل من جالسه أو اجتمع به نالته بركته، وسعد به مصاحبه.
  • البر بوالدته، كما في قوله سبحانه وتعالى:” وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا”، ليس بفظ ولا غليظ، ولا يصدر منه قول ولا فعل ينافي أمر الله وطاعته.
  • الوجاهة في الدنيا والآخرة، كما في قوله تعالى ”  وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ “، أي له وجاهة ومكانة عند الله تعالى في الدنيا، بما يوحيه الله إليه من الشريعة، وينزله عليه من الكتاب، وغير ذلك مما منحه الله إياه، وفي الدار الآخرة يشفع عند الله فيمن يأذن له فيه، فيقبل منه أسوة بإخوانه من أولي العزم صلوات الله وسلامتهُ عليه وعليهم أجمعين.
  • أنه من الصالحين، كما في قوله تعالى:” وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ”. يكلم الناس في المهد آية، ويُكلمهم كهلاً بالوحي والرسالة، وهو من الصالحين في قوله وعمله له علم صحيح وعمل صالح.
  • اللين والرحمة، يدل عليه قوله في شأن قومه: ” إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ “، ولقد اقتدى به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، في هذا القول، كما في الصحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال، فأقول: أصحابي، فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبيد الصالح عيسى ابن مريم: وكنت عليهم شهيدًا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم”.
  • شدة تعظيم الله سبحانه وتعالى في قلبه، وهذا الذي دعاه أن يصدق الحالف ويُكذب عينه، كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق، فقال له أسرقت؟ قال: كلا والله الذي لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت بالله، وكذبت عيني”.

الصفات الخَلقية لسيدنا عيسى عليه السلام:

لقد بين الله سبحانه وتعالى المادة التي خلق منها جسد عيسى ابن مريم عليه السلام ردًا على من زعم أنه يختلف عن البشر، فزعم بسبب ذلك له الإلهية، فقال سبحانه وتعالى : ” إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ “، فعيسى عليه السلام لا يختلف عن بقية البشر في تكوين جسده، وهذا الجسد يحتاج من الأمور ما تحتاجها بقية الأجساد، ولذا قال سبحانه:” مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ”آل عمران:59. فإن عيسى عليه السلام لا يختلف عن بقية البشر في تكوين جسده، وهذا الجسد يحتاج من الأمور ما تحتاجها بقية الأجساد.
وجاءت في السنة المطهرة بعض الصفات التفصيلية لهذا الجسد، فجاءت بوصف شعره ولونه وقامته، وغير ذلك، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ليلة أسري به” لقيتُ موسى قال: فنعتهُ، قال: ولقيتُ عيسى فنعتهُ النبي عليه الصلاة والسلام فقال: ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس، يعني الحمام”. والرَبعة تعني متوسط القامة لا طويل ولا قصير. الجامع الصحيح.
وورد تشبيه الصحابي عروة بن مسعود رضي الله عنه بعيسى عليه السلام، لما في صحيح مسلم عن جابر رضي الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ورأيت عيسى ابن مريم عليه السلام، فإذا أقرب من رأيت به شبهاً عروة بن مسعود. ومن تلك النصوص نبين إلى أن ما ورد من صفاته الجسدية تتمثل في ما يلي:
1. أن جسد عيسى خلق من التراب، وأنه يحتاج إلى ما تحتاج إليه بقية أجساد الشر كا المأكل والمشرب وغير ذلك.
2. أنه معتدل القامة لا بالطويل ولا بالقصير.
3. أن جسمه مجتمع الخلق قوي البنية.
4. أن لونه من أحسن الناس لوناً.
5. يكون عليه حين نزوله ثوبان فيِهما صفرة خفيفة.
6. أن أقرب الناس به شبهاً هو الصحابي الجليل عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه.
7. أنه شاب، وقد رفع إلى السماء وعمره ثلاث وثلاثون سنة.


شارك المقالة: