صفة الأذان الشرعي وحكم الزيادة فيه:
إنّ صفة الأذان الشرعي، هو الأذان الذي كان يؤذنهُ بلال بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي، وهو الذي علمهُ النبي عليه الصلاة والسلام لأمتهِ الإسلامية. وكان يؤذن به المؤذنون في حياته في مكة المكرمة والمدينة وغيرهما، وهو الأذان المعروف لنا الآن، ويتكون من خمسة عشر كلمةً: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. وإنّ الزيادةُ التي تقال في الفجر هي “الصلاة خير من النوم” في الأذان الذي ينادى به بعد طلوع الفجر وهو أذان الصبح، يقول بعد الحيعلة: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، ثم يقول بعدها، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، هذا خاص بأذان الفجر الذي ينادى به عند طلوع الفجر: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم.
الزيادة في الأذان:
أما ما يخصُ بعض الزيادات مثل مقولة: “حيّ على خير العمل” أو “أشهد أن عليًا ولي الله”، كذلك ما يزيد بعض الناس من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بعد الأذان عندما يقول: لا إله إلا الله يزيد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رافعًا بها صوته مع الأذان، أو في المكبر هذا لا يجوز هذا بدعة، ولكن يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام بينه وبين نفسه لا في الأذان، إذا ختم الأذان مشروع للمسلم أن يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد، هذا المشروع لكل مسلم ولكل مسلمة بعد الأذان.
وإذا قال المؤذن أيضاً: “لا إله إلا الله، فقد شرع للجميع بعد الأذان الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، اللهم صلّ على محمد، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، وإن قال: اللهم صل وسلم كان أكمل على نبينا وعلى وآله وأصحابه، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، إلى آخره، لكن لا مع الأذان، بل بصوت غير صوت الأذان، صوت منخفض يسمعه من حوله لا بأس، لكن ليس مع الأذان، الأذان ينتهي إذا قال: لا إله إلا الله يقفل الميكرفون انتهى، انتهى الأذان، وإن كان في غير ميكرفون كذلك انتهى لا يلحقه شيء، ثم يصلي على النبي صلّى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه ولا مانع أن يسمعه من حوله ليقتدي به، لما ثبت عنه صلّى الله عليه وسلم أنه قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة هكذا قال عليه الصلاة والسلام”، رواه مسلم في الصحيح.
ويُعتبر الأذان الشرعي هو صفةٌ للمؤذنِ والمُستمعِ من الرجال والنساء في جميع أنحاء البادية، في كل مكان بعد الفراغ من الأذان يقول: اللهم صل على محمد، أو اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، بصوت غير صوت الأذان، صوت منخفض ليس مع الأذان، ثم بعد هذا يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته؛ وذلك لما روى البخاري في الصحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة هكذا جاء الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، زاد البيهقي في آخره: إنك لا تخلف الميعاد بإسناد حسن، هذا هو المشروع.
إذن إنّ ما نستنتجهُ بأن الزيادةِ على الأذان لا تجوز في الشريعة الإسلامية؛ لأنها تعتبر بدعة، مثل قوله: حيّ على خير العمل أو ما شابه ذلك، وهكذا الزيادة مع الأذان: فالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام مع لا إله إلا الله بصوت الأذان، هذا لا يجوز بل هو من البدع، ولكن مثلما تقدم يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام. المؤذن والمستمع بصوت غير صوت الأذانان؛ صوت منخفض غير صوت الأذان.