ما هي علاقة العقيدة بالإيمان؟

اقرأ في هذا المقال


أثنى الله تعالى في القرآن الكريم على الإيمان وأهل الإيمان، فقال تعالى : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَسورة المؤمنون 1، والإيمان هو عقيدة تنشأ في قلب المسلم، وتستقر استقراراً لازم لا يمكن فصله، ويمكن للمسلم أن يكشف هذه العقيدة بلسانه، ويظهر تصديقه لمعتقداته، من خلال العمل والقول ضمن مقتضيات العقيدة الإسلامية، من هنا نجد أن هناك علاقة بين العقيدة والإيمان، نتحدث عنها في هذا المقال.

علاقة العقيدة بالإيمان:

العقيدة أصل الإيمان:

العقيدة هي أصل الإيمان، والقاعدة الأساسية التي ينبني عليها الإيمان، فالإيمان يكون في القلب، والعقيدة تستقر في القلب، ويجب أن تكون محسوسة وظاهرة في العلانية، وإلّا ستكون عقيدة باردة لا أصل لها، والإيمان يكون بانصياع أفعال الإنسان حسب الحقائق التي يعتقدها، فكثير من الناس يعتقدون بوجود الحقائق، لكن لا يعملون على أساسها، ولا يسيّرون أمور حياتهم وفقها، ويخالفون ما يستيقنونه من حق، ولا يعتبر هذا إيماناً.

قال تعالى: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ”سورة النمل 14، يصف الله تعالى في هذه الآيات الجاحدين للحق بالمفسدين، فهم يعرفون الحقائق معرفة يقينية، ويعلمون بوجود الله تعالى، وهم متأكدون من صدق الرسل والأنبياء، وصحة ما جاؤوا به من كتب ومعجزات، لكن أصروا على محاربة الحق ومخالفته، وعدم صياغة حياتهم وفقاً للحق.

وقد أيقن فرعون وجود الله عز وجل، وصدق النبي موسى _عليه السلام_، وسلامة ما جاء به من معجزات من الكذب والكدر، إلّا أنه جحد الحقيقة التي استيقن بوجودها وصدقها، وظلم واستكبر وعلا علواً كبيراً.

الإيمان عقيدة بالقلب والقول والفعل:

الإيمان ليس فقط أن يعرف الإنسان بوجود الله تعالى في قلبه، أو يعرف الحق  بينه وبين نفسه، ويستكبر على الإقرار به، ويستعلي على إظهار الحقيقة، أو أنه لا ينصاع بأفعاله وأقواله لحكم ما يعتقد من حقائق، وإنما الإيمان هو عقيدة يرضى بها قلب الإنسان، ويُعلنها لسانه، وينتهجها عقله في الأقوال والأفعال، ليكون إيمانه قائماً على عقيدة سليمة.

وبناءً على ذلك يمكن القول بأن الإيمان يقوم على العقيدة الصحيحة، من خلال ثلاث مراحل، وهي: الاعتقاد بالقلب والجنان، أي أن يُدرك القلب الحقائق ويوقن بها، ثمّ الإظهار والإعلان عن طريق النطق باللسان، فينطق لسان المؤمن بالحق لإظهار الإيمان، وآخرها اتباع الحق بالعمل والأركان، حيث يقوم المؤمن بأعماله وعباداته بما يتوافق مع ما يؤمن به من حقائق، وأهمها الإيمان الصادق بوجود الله تعالى واتباع أوامره واجتناب نواهيه.


شارك المقالة: