ما هي علاقة الملائكة بآدم عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


علاقة الملائكة بآدم عليه السلام:

الملائكة: هم سفراء التبليغ بين الله ورسله إلى البشر ولهم من الوظائف ما يقومون بها، منها ما تتعلق بالإنسان. والإيمان بالملائكة من أركان العقيدة فقال تعالى: “ومن يكفرُ بالله وملائِكتِهِ وكُتُبهِ ورسُلهِ واليوم الآخر فقد ضلّ ضلالاً بعيداً” النساء:136. وقد ورد كثير من الآيات، ومن أحاديث الرسول ما ينصُ على أنّ الإيمان بالملائكةِ ركنٌ أصيل من أركان العقيدة الإسلامية، لذلك كان من الأهمية بمكان أنّ نتعرف على الملائكةِ ونقف على صفاتهم وأنواعهم وأعمالهم وأسمائِهم في عجالة قصيرة عند كلّ من المسلمين واليهود والنصارى وذلك قبل البدء في تقرير أحداث الملائكة مع آدم عليه السلام ودورهم في ذلك.

التعريف بالملائكة:


لقد قال البعض: أنّ كلمة الملائكة مأخوذةً من المألكِ والواحد ملك وأصله ووزنه مفعل، فقال بذلك الكاساني حيثُ يقول: أصلهُ مألكٌ بتقديم الهمزة من الألوك وهي الرسالة ثم قلبت الأمِ فقيل مَلأك، ثم تركت الهمزة لكثرة الاستعمال، فقيل ملك، فلما جمعوه ردوها إليه فقالوا ملائكة.
أما الملائكة عند علماء المسلمين: هناك الكثير من التعريفات لمعنى الملائمة ولكن سنذكر تعريفين واحدٌ منهما من الأطناب والآخر فيه الإيجاز.
الأول: أنّ الملائكة هي أجسامٌ نورانية خلقهم الله عزّ وجل من نور، ومع ذلك فإنهم يمكن أن يَتشكلوا ويظهروا بقدرة الله تعالى بمظهر الأجسام الكثيفة الشريفة، لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون ولا يُوصفون بالذُكورية ولا بالأنوثة، وهدفهم ومرادهم هو الطاعات وهم معصومون من الذنوبِ أيضاً لا يفترون عن ذكر الله فقال تعالى: “لا يَعصُونَ اللهَ ما أمرهُم ويَفعَلُونَ ما يُؤمَرون” التحريم:6. وهم كُثرٌ لا يعلمُ بعددهِم إلا الله تعالى.
الثاني: إن الملائكة هم عبارة عن جواهر نورانيةً لطيقةً ومنزهةً عن الشهوات الحيوانية لا يأكلون ولا ينامون ولا يعصون الله تعالى ما أمرهم وأنهم يفعلون كلّ ما يأمرهم به الله.

الأدلة على وجود الملائكة:

لقد استدل على وجود الملائكة بالقرآن الكريم والسنة الشريفة.
القرآن الكريم: لقد تكلم القرآن الكريم عن الملائكة بألفاظ المفرد والمثنى والجمع، فإن كلمة ملك وردت عشرةُ مراتٍ، وملكاً ثلاث مرات، وملكين بالمثنى مرتين فقط، والملائكة ستون مرة، وملائكتهِ خمسُ مرات، وقد أمر الله تعالى بالإيمان بهم وقرَنهم باسمهِ سبحانه وتعالى حيث يقول: “ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضلّ ضلالاً بعيدا” النساء:136. ثم أخبرنا الله تعالى أن من كان عدواً للملائكةِ فإنه عدوٌ لله:” من كان عدواً لله وملائكتهِ ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين”. فهناك عشراتُ الآيات التي تحدثت عن الملائكة.

أدلة من السنة على وجود الملائكة:

لقد تحدثت السنة النبوية الكريمة في كثير من الأحاديث عن الملائكة وأصنافهم وأنواعهم ومن هذه الأحاديث هو ما رواه مسلم في صحيحهِ أنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعو في صلاتهِ فيقول: اللهم ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض علمُ الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، أهدني لما اختلف من الحق بإذنك، تهدي من تشاءُ إلى صرطٍ مستقيم. صحيح مسلم. وفي قوله عليه الصلاة والسلام: “يتعاقبُ فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكةٌ بالنهار” صحيح مسلم. وفي الحديث الذي رواهُ مسلم عن عائشة: “خُلقت الملائكة من نورٍ وخُلق الجان من مارجٍ من نار وخُلق آدم مما وصف لكم” صحيح مسلم.

أدلة على وجود الملائكة في العهد القديم:

لقد وردت الملائكةُ في أسفار العهد القديم في ثنايا متعددة من الكتاب المقدس منها، عندما جاءت الملائكةُ إلى إبراهيم وهم يتمثلون بشراً من الرجال، حتى أنه حسبهم بشراً فقام ليُججهز لهم الطعام كما جاء في سفر التكوين، فرفعَ عينيهِ ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض. وظهر الملاك جبريل في صورة من البشر ليُعلم النبي دانيال ويُفسر له رؤيا شاهدها في منامه، وكان لما رأيت أنا دانيال الرؤيا وطلبتُ المعنى إذا بشبهِ إنسان واقف قبالتي، وسمعتُ صوت إنسان بين أولادي فنادى وقال يا جبرائيل، فهم هذا الرجل الرؤيا، وقد جاء ملاك الرب إلى موسى عليه السلام، وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حمية مكاهِن مدينَ فساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب وظهر له ملاك الرب بلهيبِ نارٍ من وسط عليقة.
وكذلك رأى النبي أشعياء الملائكة في طبيعتها وهي ذاتُ أجنحةٍ، ولكلّ واحد ستةُ أجنحةٍ اثنينِ يغطي وجهه واثنينِ يغطي رجليه وباثنين يطير.

أدلة على وجود ملائكة في العهد الجديد:

لقد تحدث العهد الجديد عن الملائكة في ثناياه منها: عندما جاء الملاك جبريل على هيئة رجلٍ من البشر رسولاً من الله إلى مريم يُبشرها بمولدِ المسيح: أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبةٍ لرجل من بيت داود اسمهُ يوسف واسم العذراء مريم. وتحدث إنجيل مرقس عن أعمال الملائكة في رعاية الأنبياء والرسل حيثُ يقول: وكان هناك في البرية أربعين يوماً يجرب من الشيطان وكان من الوحوش، أوقات الملائكة بخدمته.


شارك المقالة: