ما هي غرابة ظاهرة ابن صياد؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي غرابة ظاهرة ابن صياد؟

إن من تتبع روايات الأحاديث السابقة يجد نفسه أمام ظاهرة غريبة جداً وقعت مع غلام صغير ويظهر من سياق الحديث أن غرائب ابن صياد كانت أكثر من ذلك، ولعلّ النبي عليه الصلاة والسلام قد سمعَ من صحابتهِ الكثير؛ لذا جاء ليستبين أمرهُ، فكانت هذه الغرائب التي رأها في لقاءٍ واحد، والتي يمكن تلخيصها بما يلي: إخبارهُ عن عرش إبليس في الماء، معرفتهُ بعض ما يضمر النبي عليه الصلاة والسلام فيما يخص آية الدخان، وإخباره عن تربة الجنة وإقرار النبي عليه الصلاة والسلام له، وزعمهُ أنه لا يمر على شيءٍ إلا حدثة، وإخباره عن صادق وكاذبين أو عن كاذب وصادقين، ففي هذا الإخبار قال عليه الصلاة والسلام أنه لُبس عليه.
فتلك الأمور بعض غرائب ابن صياد، وهناك وقوع غيرها مع ابن صياد والصحابة، وعند التأمل في غرائب ابن صياد نجده يُشبه الدّجال، فقال البعض أنه هو الدّجال؛ إلا أنها ليست جازمةً في الدلالة؛ لأنها عبارة عن حالة شيطانية من جنس الأحوال الشيطانية التي يقع فيها السحر والكهان، فرؤيتهُ لعرش إبليس يدلُ على أنهُ له علاقة شيطانيةً خاصةً تمكنه من رؤية أشياء مخصوصة، ولعل الشيطان يكون في تلك الحالة قد تلبسهُ بالكامل، وأعانهُ على تلك الرؤيا، أما إخباره عن بعض ما يضمر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: هو الدّخ، فواضح أنه من جنس ما يقع للكهان بفعل الشيطان، لذا قال له النبي عليه الصلاة والسلام مباشرةً اخسأ فلن تعدو قدرك، أيّ لن تجاوز قدرك وقدر الكهان أمثالك الذين يحفظون من إلقاء الشياطين كلمة من جمل كثيرة.
وإنّ مثل هذه الأحوال الشيطانية يتكرر مثلها على مرّ العصور، وقد يزيد بعضهم عن قدرة ابن صياد إلا أنها واضحة في أنها حال شيطاني، ومن هذه الأحوال ما كان يقع للأسود العنسي الذي ادعى النبوة، فقد كانت تأتيه الشياطين تخبره ببعض الأمور المغيبة وليست الغيبية، فلما قاتله المسلمون كانوا يخافون من الشياطين أن يخبروه بما يقولون فيه حتى أعانتهم عليه امرأته لما تبين كفره فقتلوه. ومنهم الحارث الدمشقي الذي خرج زمن عبد الملك بن مروان وادعى النبوة، وكانت الشياطين تمنع السلاح أنّ يُنفذ فيه، وكانت تخرج رجليه من القيد.


شارك المقالة: