ما هي فضائل الوضوء في الإسلام؟

اقرأ في هذا المقال


فضائل الوضوء في الإسلام:

إنّ منزلة الوضوء في الإسلام هي منزلةٌ عالية ورفيعة؛ فهي نصفُ الإيمان كما في صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الطهور شطر الإيمان “والوضوء عبادةٌ مستقلةٌ وقربةٌ كاملة حتى ولو لم تعقبه صلاة. فإن الأمر ليس مجرد غسلٍ للأطراف وإزالةٍ للأقذار والشوائب والنجاسات، لا بل إنه أعلى وأجل؛ فالوضوء عبادة والوضوء محوٌ للذنوب وكفارةٌ للخطايا ورفعةٌ للدرجات وسببٌ لدخول الجنة وحرزٌ من الشيطان وحفظٌ من الشرور ومنافع للقلوب والأبدان. و الوضوء هو شطرٌ الإيمان أيضاً ومن فضائل الوضوء الصحيح في الإسلام هو مايلي:
1- الوضوء هوسبب لحب الله تعالى:
فالوضوء هو من سبل الطهارة الشريفة، ولذلك فهي من الامور الجالبة لمحبة الله تعالى، فقال تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ “البقرة:222. وقال الشيخ السعدي في قول الله تعالى: “إنّ الله يُحب التوابين” أي المتنزهين عن الآثام وهذا وهذا يشمل التطهر الحسي من الأنجاس والأحداث، ففيه تكمن مشروعية الطهارة مُطلقاً؛ لأن الله يحب المتصف بها، ولهذا  كانت الطهارة مطلقاً، شرطاً لصحة الصلاة والطواف وغير ذلك.

2- من فضائل الوضوء هي سببٌ في دخول الجنة والتحلّي بحليّها:

عن عقبة بن عامر رضي الله  تعالى عنه قال: “كانت علينا رعايةُ الإبل، فجاءت نوبتي. فروّحتُها بعشيّ، فأركتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قائماً يحدثُ الناسَ، فأدركتُ من قوله ما من مسلمٍ يتوضأ فيحسنُ وضوءه، ثم يقوم فيُصلّي ركعتين. مقبلٌ عليهما بقلبهِ ووجهه. إلّا وجبت له الجنةُ قال فقلتُ: ما أجود هذه، فإذا قائلٌ بين يديّ يقول التي قبلها أجودُ، فنظرتُ فإذا عمر، قال: إني قد رأيتك جئت أنفاً، قال ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيبلغً أو يسبغُ الوضوء ثم يقول: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله، إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخلُ من أيها شاء” رواه مسلم.
وفي هذا الحديث ثمانيةُ فضائل للوضوء مهمةٍ وهي:
– الحرصُ على إحسان الوضوء كما بينهُ الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي هذا فقد حثّ للمسلمين على معرفة صفة الوضوء الشرعية من أجل جلب المكاسب الشرعية؛ وذلك أيضاً تجنباً للأسباب التي تبطلُ الوضوء فتبطلُ الصلاة تِبعاً لذلك وهذا أمرٌ في غاية الأهمية.
استحباب صلاة ركعتين بعد الوضوء، فهي سبباً في دخول الجنة إتماماً للأجر الذي بينه النبي عليه الصلاة والسلام.
– ومن المستحب قول: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين” وهذا سبب لدخول الجنة أيضاً كما بين الحديث.
3- رفع الدرجات:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “ألّا أدلكُم على ما يمحو الله بهِ الخطايا ويرفعُ به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكارهِ وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط” رواه مسلم.

4- سبب في الورود على حوض النبي عليه الصلاة والسلام:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرةِ، فقال: “السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين وإنّا إنّ شاء الله بكم  لاحقون، وددتُ أني قد رأيت إخواننا، قالوا يا رسول الله، ألسنا إخوانك؟ قال: بل أنتم أصحابي وإخواني الذين لم يأتوا بعد وأنا  فرطُهم على الحوض، قالوا: يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ قال: أريت لو كان لرجلٍ خيلٌ غير محجلةٌ في خيلٍ بهمٍ دهم ألا يعرفُ خيلهُ؟ قالوا: بلى، قال:فإنهم يأتون يوم القيامة غرّاً محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض”رواه النسائي.
وبين الحديث الشريف هنا دلالة كلمة “غرّاً محجلين من الوضوء” وهنا فيها دلالة لأهمية فضل الوضوء والصلاة معاً، فالوضوء شرط لصحة الصلاة ومن وفي بحق الصلاة استقامت حياته.
5- تكفير الخطايا:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تطهر في بيتهِ ثم مشى إلى بيتٍ من بيوتِ الله ليقضي فريضةً من فرائض الله، كانت خطوتاهُ إحداهما تحطّ خطيئةً، والأخرى ترفعُ درجةً” رواه مسلم. وهنا في هذا الحديث دلالة مهمة وإشارةً جليلةً لفضل التطهر قبل الخروج للمسجد، وهو الأمر الذي يُحفزُ المسلم لملازة الوضوء قبل الذهاب لبيت الله، فهذه العبادة هي أجرٌ عظيم يترتب عليها تكفير الخطايا ورفعه الدرجات، فيالها من مرتبة كبيرة وشرفٌ يجب علينا التحلي به.
6- الوضوء هو علامةٌ من علامات المؤمن الصادق:
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “استقيموا ولن تحصوا واعملوا أنّ من أفضلِ أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلّا مؤمن” رواه ابن ماجه. وهذا الحديث يدلنا على التحلي بصفةٍ من صفات المؤمن ألا وهي المحافظة على الوضوء، وأن السعي لهذا الأمر يورث الإيمان امتثالاً لما أرشدنا عليه نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام.
7- الوضوء قبل النوم هو سبب في الموت على الفطرة:
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاةِ، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلت، وبنبيّك الذي أرسلتُ، فإن متّ متّ على الفطرة فاجعلهنّ آخر ما تقول فقلتُ استذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت، قال: لا وبنبيك الذي أرسلت” رواه البخاري. ولالة هذا الحديث يوجهنا إلى مجموعةٍ من الآداب المهمة قبل النوم والتي قد تكون سبب في الموت على الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
8- النوم على وضوء سبب في إجابة الدعاء:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “ما من مسلمٍ يبيتُ على ذكرٍ طاهراً فيتعارّ من الليل فيسأل الله خيراً من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه” رواه داود. ومعنى كلمة يتعار من الليل كما ورد ذكره أنّ معناه ينتبهُ ويستيقظُ من نومهِ ويتقلبُ أو يقلقون أن يقوم لذلك فإن المؤمن يُثابر على اغتنام فضائل النوم على وضوءٍ وعند التعارِ من الليل فليسألُ الله تعالى، وليوقن الإجابة.


شارك المقالة: