ما هي قائمة المفطرات؟

اقرأ في هذا المقال


المفطرات:

ويُبطل الصوم إمَّا بانتفاء شرطٍ من شروطه، أو باختلال ركنٍ من أركانه، وأصل المفطرات هي ثلاثة، وردت في كتاب الله تعالى:( فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ)”البقرة 187″.
وقد أجمع علماء الأمَّة الإسلامية على أنَّه يجب الإمساك وقت الصوم عن المطعوم، والمشروب، والجماع.
وللصوم أركان وشروط يجب الالتزام بها ليصح صومنا، فإذا كان شرط قبول الصيام المحافظة على إقامة الصلوات الخمس في موعدها، فهناك أيضاً أركان لقبول الصوم وسلامة صحته، وهناك مفطرات عديدة لابدَّ من التعرف عليها والابتعاد عنها لتتحقق أركان الصوم، ففي الجنة باب يقال له “الريان” يدخل منه الصائمون يوم القيامة ولا يدخل منه أحد غيرهم.
فإذا صدر أحد أنواع مفطرات الصَّوم عن شخص غير متعمّد الإفطار، فهنا يكمل صيامه لعدم علمه بأمره، وإذا خرجت مفطرات الصوم من شخص جاهل لا يعلم أيضاً بشأن هذه المفطرات وهو قاصر أيضاً يصحُّ له الصّيام، أمَّا إذا خرجت من شخص يعلم بأمر المفطرات وقام عمداً بفعلها، فصومه غير مقبول، فأباح الله عزّ وجلّ الأكل والشرب حتى طلوع الفجر، وأمر بإتمام الصيام إلى مغيب الشمس.

والمفطرات هي كل مايزيد الجسم قوَّة أو ضعفاً، وهي نوعان:

النوع الأول: وهو الطعام والشراب الذي يمد الجسم بالتغذية، فيتولَّد الدَّم الكثير الذي يجري في العروق، ويزيد من قوَّة الشهوة، ويسهل للشيطان أن يجري في هذا الدَّم، فيغوي بني آدم، ويزين لهم المعاصي والذنوب.

النوع الثاني: وهو خروج الأشياء المنكِّهة للجسم والتي تزيد الجسم ضعفاً إلى ضعف، فيضعف المسلم بسببها عن الطاعة، والعبادة، مثل الجماع والنفاس والحيض وغير ذلك.

فمنع الشرع منه رحمةً بالعبد وشفقة عليه؛ لئلَّا يزيد ضعفه إلى ضعفٍٍ آخر، فيقصر في أداء ما أمر الله تعالى به.

فهذا الأمران هما أساس المفطرات وعليهما مدار كل مفطر.

منافذ المفطرات:

مايفسد الصيام له ستَّة منافذ وهي:

  • منفذ من الفم: وهو الأكل والشرب.
  • والآخر من الأنف: وهو المبالغة في الاستنشاق حتى دخول الماء في جوفه.
  • ومنفذ آخر وهو الفرج: ويأتي على ثلاثة أقسام: الجماع، ونزول المني من غير احتلام بمباشرة أو تقبيل وغير ذلك ، وخروج دم الحيض والنفاس.
  • ومنفذ من الدماغ: وهو نوعان: الجنون ، والإغماء فمن جُنّ أو أغمي عليه فقد فسد صومه، ولا قضاء عليه؛ وذلك لارتفاع التكليف عنه.
  • ومنفذ من سائر البدن: وهي الإبر المغذية للبدن.
  • أيضا منفذ من العروق: مثل حقن الدَّم في الجسم، وغسيل الكلى، ويكون بإخراج الدَّم من الجسم، ثمَّ إعادته نقياً مع إضافة بعض المواد الأولية إليه. وكل هذه الأشياء تعمل لإفساد الصيام.

ماحكم استخدام الصائم للإبر؟

تأتي الإبر على نوعان وهي:

الأولى: الإبر المغذية التي تستخدم في إطعام المرضى ، فهذه تفطر من يستعملها؛ لأنَّها تحل محل الأكل والشرب.

أمَّا الثانية: فهي الإبر المغذية التي تستخدم للدواء للتغذية، مثل إبر الأنسولين وغيرها؛ فهذه لا تفطر الصائم؛ لأنَّها ليست أكلاًً ولا شرباًً ولا بمعناها ولكن هي تأتي بمعنى إضطرارياً.

ماهي المفطرات التي لا تفسد الصوم:

هناك مفطرات للصائم إذا وقعت هذه المفطرات في نهار رمضان من صائم يجب عليه الصوم بدون عذر، ويترتَّب على ذلك أربعة أمور:الإثم، وفساد الصوم، ووجوب الإمساك بقيَّة ذلك اليوم، ووجوب القضاء،وإن كان الفطر بالجماع ترتَّب على ذلك أمر خامس وهو الكفَّارة. ولكن يجب أن نعلم أنَّ هذه المفطرات لا تفسد الصوم إلا بشروط ثلاثة ألا وهي:

  • الشرط الأول: العلم، فإذا تناول الصائم شيئاً من هذه المفطرات وهو جاهل، فصيامه صحيح، سواءً كان جاهلاً بالوقت، أو كان جاهلاً بالحكم، ومثال على الجاهل بالوقت، مثل أن يقوم الرَّجل في آخر الليل، ويظن أنَّ الفجر لم يطلع، فيأكل ويشرب ويتبين أن الفجر قد طلع، فهذا صومه صحيح؛ لأنَّه جاهل بالوقت،ومثال الجاهل بالحكم، أن يحتجم الصائم وهو لا يعلم أن الحجامة مفطرة، فيقال له: صومك صحيح.
    والدليل على ذلك قوله تعالى:(رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَـٰنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَـٰفِرِينَ)” البقرة286″.

ومن السنة حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما الذي “رواه البخاري في صحيحه” فقالت: (أفطرنا يوم غيم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم طلعت الشمس)، فصار إفطارهم في النهار، ولكنهم لا يعلمون ذلك بل ظنوا أن الشمس قد غربت، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء، ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به، ولو أمرهم به لنقل إلينا، ولكن لو أفطر ظانًّا غروب الشمس وظهر أنها لم تغرب وجب عليه الإمساك حتى تغرب وصومه صحيح.

  • والشرط الثاني: أن يكون ذاكراً، وعكس الذكر النسيان، فلو نسي الصّائم فأكل أو شرب فصومه صحيح، لقول الله تعالى:( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَـٰنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَـٰفِرِينَ)“البقرة 286”.
    وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه:(مَن نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنَّما أطعمه الله وسقاه).
  • الشرط الثالث: الإرادة، فلو فعل الصَّائم شيئاً من هذه المفطرات، بغير إرادة منه واختيار فصومه صحيح، ولو أنه تمضمض ونزل الماء إلى بطنه بدون إرادة فصومه صحيح،ولو أكره الرجل امرأته على الجماع ولم تتمكن من دفعه، فصومها صحيح، لأنَّها غير مريدة، ودليل ذلك قوله تعالى فيمن كفر مكرهاً:(مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَـٰنِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَـٰنِ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)” النحل106″.
    فإذا أكره الصَّائم على الفطر، أو فعل مفطراً بدون إرادة، فلا شيء عليه وصومه صحيح.

شارك المقالة: