ما هي قصة آسيا زوجة فرعون؟

اقرأ في هذا المقال


قصة آسيا زوجة فرعون

امرأة عاشت في بيت فرعون وهي تخفي إسلامها وعبادتها وإيمانها بربها، فقد كانت متزوجة من رجل كان من أشد الناس كفرًا وقسوة وجبروتًا على مرّ التاريخ، بل كان يقول للناس ومن حوله أنا ربكم الأعلى وكان يقتل الناس على هذا، فقد كان بيت فرعون من بيوت الظلم فكان يقتل الرجال والأطفال ويستحيي النساء ويستعبد البشر ويقول لهم أنا ربكم الأعلى.

لقد كان يحتوي بيت فرعون من الداخل على أناس من أهل الإيمان، ومن هؤلاء الناس هي أقربهم إليه هي زوجته آسية بنت مزاحم التي كانت بمثابة الأم للنبي موسى عليه السلام حينما أقبل فرعون على قتله؛ فقد كان يقتل كل طفل يولد في بلده خوفًا على منصبه وعرشه.

آسية هي المرأة التي بدأ الإيمان يأخذ قلبها، فقد حرصت على أن لا يَبان ولا يظهر؛ لأنها هي أعرف الناس بفرعون، فقد كانت تعلم أنه ظالم ومخادع وكاذب ولا يمكن أن يكون هذا ربًا لقومه حتى يعبدوه، فقد كان يمرض ويتعب ويقضي حاجته وينام وينصَب، فقد كانت تعلم في فطرتها أن لها خالقاً، أن لها ربّ ليس له شريك وأن ليس هناك معبود بالكون سوى الله وحده.

فلما رأت موسى عليه السلام كيف يتكلم ويناقش فرعون ورأت أخاه هارون يتحدث بكلام فصيح مبين ورأت الآيات على يد فرعون، قد أيقنت في داخلها أن الإله الحق هو رب موسى وهارون فقط، ففي البداية كان الأمر صعبًا، لكن الإيمان لما استحكم في قلبها بدأت تواجه فرعون به، فقالت له: يا فرعون إني قد كفرت بك، فأجابها ماذا تقولين، قالت: لقد كفرت بك ولا أبالي وهي تعلم أن عواقب هذه الكلمة وخيمة، فكل مال تتمناه أي سيدة من العز والمال والعبيد والخدم كله كان بين يديها وتنازلت عنه.

فردت على فرعون وقالت: إني أمنت برب موسى وهارون وكفرت بك أيها الظالم، فقد كانت أصعب كلمة يسمعها فرعون هي تلك الكلمة فيهون عليه أن يسمعها من أي شخص إلا من زوجته؛ لأنها كارثة كبرى بالنسبة له، وهي لم تبالي به.

العذاب الذي ألحقه فرعون بزوجته

قالت هذا الكلام بوجه فرعون ولم تكترث له ولما سيفعله بها، فبدأ معها بالضرب فلم تبالي وصار يعذبها ويؤذيها، فقال لجنوده خذوها إلى الصحراء فأخذها الجنود وربطوها بأربعة أوتاد في صحراء مصر بلا طعام ولا شراب، فجاءها فرعون وسألها أتريدين أن ترجعي معي فقالت: لا فزاد في عذابها، فقال تعالى: “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ” النحل:127.

فتركها فرعون في الصحراء يومًا كاملًا تحت الشمس ولم يجلب لها الطعام وصار يعذب بها شيئًا فشيئًا، ثم جاءها اليوم الثاني وسألها: هل تريدين أن تستبدلي كلامك وتراجعي نفسك وتعودي إلى بيتك ودينك، فقالت له: والله ما ازددت إلا إيمانًا وصبرًا، وفي اليوم الثالث كان كسائر الأيام فلم يجلب لها الطعام والشراب وتركها تحت الشمس الساطعة تضرب رأسها وتُهلك جسدها، فقال تعالى: “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”.

صارت زوجة فرعون قدوة لأمة محمد عليه الصلاة والسلام فرفعت يدها إلى السماء وفرعون يعذبها وقالت: يا رب ابني لي عندك بيت في الجنة، وهي أول من طلبت أن تجاور الله تعالى والطلب الثاني: هي أن تنجيني من أعمال فرعون والظالمين الذين معه، فقال تعالى: “يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ” إبراهيم:27.

فطلب فرعون من جنوده أن يحملوا الصخرة من أعلى مكان وأن يرموا بها على رأس امرأته حتى يُسطح رأسها، فلما حملوا الصخرة ليرموا بها عليها، رفعت يدها إلى السماء ودعت ربها أن ينجيها من فرعون وجنوده وأعمالهم الظالمة، فلما حملوها وألقوها وقبل أن تصل الصخرة إليها أراها الله تعالى بيتها في الجنة، ثم قبض الله تعالى روحها قبل أن تقتلها الصخرة. فلما ذكر الله تعالى نساء العالمين في القرآن الكريم كانت إحداهن، وهن أربعة: مريم ابنة عمران وزوجة فرعون ثم قال وفاطمة بنت محمد عليه الصلاة والسلام وخديجة بنت خويلد.

وفاة آسيا زوجة فرعون

  • ماتت آسيا وهي صابرة محتسبة عند الله تعالى.
  • ضرب الله تعالى مثلاً بها للمؤمنين.

مكانة آسيا زوجة فرعون في الإسلام

  • تعتبر آسيا من المؤمنات الصابرات.
  • ضرب الله تعالى مثلاً بها للمؤمنين.
  • ذكرت قصتها في القرآن الكريم في سورة التحريم.

فوائد من قصة آسيا زوجة فرعون

  • أهمية الإيمان بالله تعالى في السرّ والعلن.
  • فضل الصبر على الأذى في سبيل الله تعالى.
  • عاقبة الظالمين والمستكبرين.

شارك المقالة: