ما هي قصة أصحاب الأيكة؟

اقرأ في هذا المقال


قصة أصحاب الأيكة:

إن مدينة مدين تعرف بمدائن شعيب وهي تعتبر مدينة أثرية تحتوي على العديد من البيوت والمعابد الأثرية المنحوتة في الصخور والجبال، وإن هذه المدينة وردت كثيرًا في النصوص القرآنية.

لقد بعث الله تعالى إلى أهل هذه المدينة نبيًا من أجل يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ومن أجل ترك المعاصي، فقال تعالى: “وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ“الأعراف:85.

وقال تعالى: “وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ“. فكانوا يقولون ذلك على سبيل الاستهزاء والتنقيص من قدرهم والتهكم.

وسألوه فقالوا: هل صلاتك التي تصليها هي الآمرة لك بأن تحجر علينا فلا نعبد إلا إلهك ونحن سنبتعد عما يعبد آباؤنا والذين سبقونا من الأقدمون الأولون أو أن لا نتعامل معك إلا على الوجه الذي ترضاه أنت ونبتعد عما تأباها حتى وإن كنا نحن نريدها، فقال تعالى: “قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ” هود: 88.

إن أصحاب الأيكة هم قبيلة من قبائل العرب القدامى الذين كانوا يعيشون في شمال غرب الجزيرة العربية وكانوا تجارًا ورعاة غنم، وكان أكثر ما يميزهم أنهم كانوا يعبدون شجر الأيك وهو شجرٌ يحيط به غيظة ملتفة به وكانوا يخوفون به كل من يمشي في الطريق ويقطعون السبيل، فقد بعث الله لهم النبي شعيب عليه السلام؛ لكي يدعوهم إلى التجارة الطاهرة والشريفة إلا أنهم رفضوا دعوته.

وأطلق عليهم أسم أصحاب الأيكة من انهلال النعم عليهم التي أعطاها الله لهم وذكر أيضًا أنهم كانوا يعيشون في أماكن مخضرة يملؤها الخضار والماء، فكانت حياتهم مليئة بالرفاهية، فقد كان أصحاب الأيكة أهل غيضة وشجر وأغلب شجرهم هو الدوم وهو عبارة عن شجر المقل.

لقد أرسل الله تعالى شعيب عليه السلام حتى يدعوهم لعبادة الله والإيمان به وأيضًا حتى ينهاهم عن التجارة المحرمة وعدم الغش، فقال تعالى في كتابه: “وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ” هود:84. وذكر الله تعالى  في سورة الأعراف بأن هؤلاء القوم أخذتهم رجفة، فقال تعالى: “فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ”.

عذاب أصحاب الأيكة:

أي أن أرضهم رجفت وزلزلة بهم زلزالاً شديدًا، أزهقت أرواحهم من أجسادهم وصيّرت حيوان أرضهم مثل جمادها، فأصبحت جثثهم جاثية لا أرواح فيها ولا حركة ولا حواس.

لقد ذكر الله تعالى في سورة هود بأنهم أخذتهم الصيحة وأصبحوا في ديارهم جاثمين؛ وذلك لأنهم قالوا لنبي على شكل الإستهزاء هل أن صلاتك تأمرك أن تترك ما يعبد آباؤنا، لذلك فقد ناسبهم ذكر الصيحة التي هي مثل الزجر عن تعاطي الكلام السيء الذي تواجهوا به مع الرسول الأمين الفصيح، فجاءتهم صيحة أسكتتهم مع رجفة أسكنتهم.

أما في سورة الشعراء فقد ذكر أنهم أخذهم عذاب يوم الظلّة، وكان ذلك إجابة على ما طلبوا وتقريبًا إلى ما إليه رغبوا، فإنهم قالوا: “قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ – وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ – فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ – قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ” الشعراء:185-188. وبعدها ذكر الله تعالى عن نبيهم أنه نعاهم إلى أنفسهم مؤنبًا ومعتبًا وموبخًا فقال تعالى: “وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ”.

أي أنني أديت ما كان عليّ من واجب البلاغ التام والنصيحة الكاملة، وأنني حرصت على هدايتكم بكل ما أقدر عليه، فلم ينفعكم ذلك؛ لأن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين، وأنني لم أغضب عليكم؛ لأنكم لا تقبلون النصيحة ولا تخافون من يوم الفضيحة.


شارك المقالة: