اقرأ في هذا المقال
- قصة أم جميل زوجة أبو لهب
- علاقة أم جميل زوجة أبي لهب بالنبي عليه الصلاة والسلام
- نهاية أم جميل زوجة أبو لهب
قصة أم جميل زوجة أبو لهب:
هي امرأة ذكرها القرآن الكريم تصريحًا وهي امرأة جهنمية وهي من عِلّية القوم وذات حسبٍ ونسب أختُ زعيم من زعماء قريش وزوجة سيدٍ من أسياد قريش وصاحبة همة وعملٍ دؤوب لا ينقطع، ولكنها للأسف همة في المكر والدهاء والشر والعِداء وسليطة اللسان وسيئة الأخلاق، ويتحاشى أغلب الناس ويهربون منها وهي مثال للمرأة السوء وحاقدة فلا تكل ولا تمل في سبيل الصدّ عن الإسلام، فهي تفكر وتخطط وتكيد وتعمل بجد من أجل إيذاء المسلمين.
فقال تعالى: “تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ – مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ – سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ – وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ – فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ” المسد:1-5. إنها حمالة الحطب وهي امرأة أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم، يقال لها: أم جميل وهي أروى بنت حرب ابن أميّة أخت أبي سفيان زعيم قريش. فكانت أم جميل جارة للنبي وكان بيتها يلاصق بيت السيدة خديجة رضي الله عنها وأن ولداها عتبة وعُتيبة ابنا أبي لهب هما: زوجان لابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم وهذا كان كله قبل البعثة النبوية.
علاقة أم جميل زوجة أبي لهب بالنبي عليه الصلاة والسلام:
فقد كانت تربطهم علاقة قرابة وجيرةٍ ومصاهرة ورحم وظلم ذوي القربى أشدّ مضارة على النفس من وقع الحسام المهند، فهذه صورة اجتماعية واقعية لأسرة تقودها امرأة تمكن الحقد والحسد منها، فقد أعمى بصرها وبصيرتها وأفقدها عقلها وصوابها، كانت خلف زوجها تأزهُ وتحرضه وتملئ قلبه على النبي صلى الله عليه وسلم فكانت تمده بأنواع الحِيل والدسّ عليه، وكانت تثير نار الفتنة عليه أيضًا لذلك وصفها الله تعالى بحمالة الحطب.
فقد استطاعت أم جميل بمكرها وحقدها أن يُحارب زوجها ابن أخيه، فقد حملت عليه حملة إيذاء وسخرية واستهزاء، كان شعارها بحملتها هي: “مذممًا أبينا ودينه قلينا وأمرهُ عصينا” فقد كانت دائمًا ترفع صوتها بهذا الشعار في طرق مكة المكرمة وتمشي بين الناس بالنميمة ضدّ النبي عليه الصلاة والسلام، فكانت تنظره حتى يمرّ في الطريق وتصفه بالفقر وتسخر منه وكانت تأخذ شجر الشوك وتضعه أمام بيته وفي طريقه أيضًا.
ومع مرور الوقت صارت أم جميل تتلاعب بعقول أولادها بالرغم من أنهم كبار ومتزوجون، ولكنها فعلت بهم كما فعلت بأبيهم من قبل، فصارت تقول لأولادها: رأسي برأسيكما إن لما تُطلقا بنتي محمد عليه الصلاة والسلام، فلم يكن منهما إلا أنهما رضخا لها وسمعا كلامها وقاموا بتطليق بنات النبي رقية وأم كلثوم، فإنها كانت امرأة سوء وشرّ.
إنّ عتبة بن أبي لهب لما سمع كلام أمه، ذهب للنبي عليه الصلاة والسلام وقال له: يا محمد أنا كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى ثم بصق تجاه النبي عليه الصلاة والسلام وردّ عليه ابنته وطلقها، فمن شدة حزن النبي عليه الصلاة والسلام دعا عليه وقال: “اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك” فكان أبو طالب حاظر وقال له: ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة.
ثم بعد ذلك رجع عتبة إلى أبيه حتى يبشره بما فعله مع النبي عليه الصلاة والسلام، وبعدها خرج مع أبيه في تجارة إلى الشام وأشرف عليهم راهب في الدير وقال: إن هذه أرض مسبعة، فخاف أبو لهب وتذكر دعوة النبي على عتبة وقال لأصحابه: ساعدوني يا معشر قريش هذه الليلة إني أخاف على ابني من دعوة محمد، فقاموا وجمعوا جِمالهم وأناخوها حولهم ووضعوا دائرة ووضعوا عتبة في داخلها، وعندما ناموا جاء السبع يشمّهم واحدًا واحدًا حتى وصل إلى عتبة ثم ضربه فقتله، هكذا جنت أم جميل على نفسها وابنها.
لقد كانت أم جميل عونًا لزوجها على كفره وستكون يوم القيامة عونًا عليه في كذابه في نار جهنم كما قال تعالى: “حمالة الحطب” أي أنها ستحمل الحطب يوم القيامة وتلقيه على زوجها حتى يزداد على ما فيه من عذاب، أما قوله: “في جيدها حبل من مسد” أي أن في عنقها كانت هناك قلادة وكانت تفخر دائمًا فيها، وقالت: لأنفقنها في عداوة محمد عليه الصلاة والسلام، فأعقبها الله تعالى حبلًا في جيدها من مسدٍ في نار جهنم.
وعندما نزلت سورة المسد، أقبلت العوراء وهي امرأة أبو لهب وكانت تولول وتحمل في يدها فِهر أي حجر وهي تقول: “مذمّمًا أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا” ورسول الله جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله لقد أقبلت أم جميل وإني أخاف عليك منها، فأجابه النبي عليه الصلاة والسلام: اتركها فإنها لن تراني، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: “وإذا قرأت القرآن جعلت بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابًا مستورا”.
فلما أقبلت وقفت باتجاه أبي بكر ولم ترَ النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك قد هجاني، فقال لها: لا ورب البيت ما هجاكِ، فصارت تولول، فرجعت وهي تقول ان قريش علمت إني ابنت سيدها.
وبعد فترة جاءت أم جميل إلى النبي وقالت له: يا محمد إني لأرجوا أن يكون شيطانك قد قلاك فإني لم أره يقربك منذ ليلتين أو ثلاث، فأنزل الله تعالى قوله: “وَالضُّحَىٰ (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ” الضحى:1-3.
نهاية أم جميل زوجة أبو لهب:
لقد كانت نهاية أم جميل بمعجزة من عند الله تعالى وهي الخنق، ففي يوم عندما ذهبت لتجلب حزمة الحطب لتضعها في طريق النبي عليه الصلاة والسلام تعلق الحبل الذي تحمل فيه الحطب بالجيد الذي كان في عنقها، فعندما جلست لتستريح من تلك الحزمة فسقطت إلى الخلف فتعلق الحبل بالجيد وخنقها، فماتت خنقًا من حبل ليف في الدنيا على كوم شوك من الشوك الذي تجلبه لتؤذي به النبي عليه الصلاة والسلام، فانتقم الله للنبي منها.