ما هي قصة ابن عباس مع قاتل النفس؟

اقرأ في هذا المقال


قصة ابن عباس مع قاتل النفس:

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا” النساء:31. فهذه الآية هي أحد ثماني آيات، فقال ابن عباس رضي الله عنه، إن في سورة النساء عدة آيات خيرٌ لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس أو غربت، وقد تبين هذه الآيات تبدأ بقوله تعالى: “يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ” وقوله:“وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ” وقوله: “يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ” وبعدها أتت آية :”إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ”.

فالاجتناب ليس يعني عدم مزاولة الواقع أو الفعل، ولكن هو أن لا يقترب من تهم الحدث أو الفعل حتى يبعد المؤمن على نفسه مخايلة الشهوات والمعصية له وتصوره لها وترائيها له. فهذه الآيات الكريمة تحمي من  الاختيار الأحمق الذي يوجد في الإنسان عندما لا يقوم بالالتزام بمنهج ربه، فلو أن الإنسان كان مسيرًا ومُكرهًا على هذا الفعل لكان استراح من هذا الاختيار.

فقد جاء ابن العباس رضي الله عنه وجلس عند جماعة وجاء واحد وسأله؟ هل للقاتل عمدًا توبة؟ فردّ عليه ابن العباس وقال: لا. وبعد فترة من الزمن أتى رجل على ابن العباس وسأله، هل للقاتل عمدًا توبة؟ فأجابه ابن العباس نعم، فقال الناس الذين يجلسون معه، كيف تجيب هذا نعم وقد سبق أن قلت لشخص آخر لا.

فقال ابن العباس: إن السائل الأول كان يريد أن يرتكب جريمة القتل عمدًا، أما السائل الثاني فإنه قد قتل بالفعل، فالرجل الأول أنا أرهبته، أما الرجل فلم أقنطه من رحمة الله تعالى. والحكمة التي قام فيها ابن العباس بالتفريق بين الحالتين هي: الفطنة الإيمانية والبصيرة التي يبسطها الله تعالى على المفتي.

ففي حديث النبي عليه الصلاة والسلام:“تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف” هناك آخر يسأل ويجيبه بقول: “من سلم المسلمون من لسانه ويده” فهكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام كان يجيب كل من يسأله فيما يراه أصلح لحاله أو حال المستمع، وكان يجيبهم بما هو أنفع لهم.


شارك المقالة: