تنوعت الكثير من القصص المذكورة عن الأنبياء والرسل والصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، وعن السلف الصالح بشكل عام، حيث ذُكرت هذه القصص والسير في القرآن الكريم أو حتى في السنة النبوية أو في الكتب التاريخية المتنوعة والمختلفة، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن قصة احترام سعيد بن المسيب لحديث رسول الله.
من هو سعيد بن المسيب رضي الله عنه
وهو أحد التابعين رضي الله عنهم، تابعي مدني، حيث يُلقَّب بعالم أهل المدينة، إضافة إلى سيد التابعين وهذا في عهده، كما ويعد أحد الرواة لحديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ويعتبر من الفقهاء السبعة من التابعين في المدينة.
ولد رضي الله عنه في المدينة المنورة سنة خمسة عشر للهجرة، وتوفي في السنة الرابعة والتسعين للهجرة وهذا عن عمر يبلغ تسعة وسبعين عاماً في المدينة المنورة أيضاً، ويُكنَّى بأبي محمد.
ما هي قصة احترام سعيد بن المسيب لحديث رسول الله
تميز الراوي عليه رضوان الله سعيد بن المسيب بتلك الشخصية الورعة والتقية، واعتبر من أكثر الناس الذين قاموا بالتحرَّي كل ما يدخل بيتهم وبطنهم كذلك، حيث عمد أن لا يدخلهما إلّا بالحلال الطيب، كما وأنَّه قد ذُكر عنه بأنَّه كان من الأشخاص شديدين الاحترام وهذا لحديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام وكأنَّه كان يجلس أمامه، وفي إحدى المرَّات كان التابع سعيد بن النسيب مريضاً، فعاده أحد الرجال وهذا في مرضه، كما وعمد إلى سؤاله عن أحد أحاديث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
فجلس يُحدِّث الرجل عن حديث الرسول عليه السلام ومن بعدها قد أضطجع، فخجل الرجل من الراوي سعيد بن المسيب وهذا لأنَّه سبب له التعب كما وأنَّه قد أشفق عليه وهذا من مرضه، كما وأخبره بأنَّ قد ودَّ بأن لو يكون سبب ذلك التعب وتلك المشقة وكذلك الجلوس في أثناء مرضه، فردَّ سعيد بن المسيب على الرجل وأخبره بأنَّه يخجل بأن يكون مضطجعاً وهو يتحدث بحديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
وهذا يدل على كمية حب سعيد بن المسيب رضي الله عنه للرسول محمد عليه الصلاة والسلام واحترامه الشديد له، وهذا من أبرز المواطن التي تدل بشكل عام على احترام التابعين لرسول الله على الرغم من أنَّهم لم يروه.