هنالك العديد من القصص ذات العبرة والعضة التي يرد ذكرها في كتاب الله عزَّ وجل وفي سنة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، أو في الكتب القصصية والتاريخية التي يتوافر فيها تلك القصص، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن قصة الحنين إلى الشهادة التي كانت في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام.
من هو الذي حنَّ إلى الشهادة
قصة الحنين إلى الشهادة تدور حول غلام صغير في السن يُعرف بعُمير بن أبي وقّاص، كان قد أحب الخروج إلى القتال بجانب الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا في غزوة بدر، وكان قد خاف بأن يقوم الرسول عليه السلام بإرجاعه إلى بيته وعدم القتال نظراً إلى عمره الصغير.
ما هي مناسبة قصة الحنين إلى الشهادة
عندما أراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يخرج إلى عزوة بدر من أجل مقاتلة المشركين آنذاك، كان قد ظهر طفل غلام يُقال له:” عُمير بن أبي وقّاص”، حيث يبلغ من العمر قرابة ستة عشر سنة، حيث أنَّ هذا الطفل كان شديد الخوف بأنَّ الرسول عليه السلام يقوم برفضه للخروج معهم وهذا نظراً إلى عمره الصغير، فكان حينها يجتهد كثيراً حتى لا ينتبه له أحد أو ينظر إليه وأن لا يروه، حيث كان يتوارى.
وذكر أنَّ الطفل عُمير من أبي وقاص كان قدر رآه الأخ الأكبر له، الذي يُسمى بسعد بن أبي وقّاص، حيث قال له آنذاك: مالك، يا أخي؟ لأي شيء تتوارى؟ فرد عليه عُمير وقال له: أخاف أن يقوم الرسول بردي فإنَّني صغير، كما وأنَّني أُحبُّ الخروج بغية أنَّ الله تعالى يرزقني الشهادة.
وذكر أنَّ عُمير بن أبي وقّاص كان في حيرة شديدة من أمره بسبب عمره القليل، ولأنَّ الحرب كذلك والغزوات ليست من عمل الأطفال بتاتاً، ولكنَّنا نجد أنَّ عُمير بن أبي وقّاص ما أحب أن ينصرف بتاتاً، وأن يجلس في منزله أو أن يلعب مع أصدقائه من عُمره، كما وأنَّه يريد الشهادة والموت في سبيل الله تعالى، كما وأنَّه يحن إلى جنة وكذلك لا يرى بأنَّها بعيده عنه وعلى الرغم من هذا فإنَّه لا يعص رسول الله بتاتاً، وثقل عليه بأنَّه لم يصل إلى سن القتال بعد، فبكى أمام الرسول عليه السلام فرقَّ قلب الرسول وأجاز له بالخروج معهم.
ومن هذا كُله نستنتج بأنَّ القوة هي قوة الإيمان وليست القوة الجسدية، وأنَّ الحرب لا تقف على الكبار فقط وإنَّما على الصغار أيضاً الذين يملكون الحنكة والقدرة على مواجهة المشركين.