اقرأ في هذا المقال
- الدليل من السنة النبوية على قصة الذين أحيا الله لهم ميتا
- شرح قصة الذين أحيا الله لهم ميتا
- العبر المستفادة من قصة الذين أحيا الله لهم ميتا
إن هذه القصة تتحدث عن طائفة من بني إسرائيل أحبوا أن يعلموا شيئًا عن الموت وشدته ممن ذاقه وجربه وعانى من سكراته، فطلبوا من الله تعالى بأن يحيي لهم ميتًا ممن ماتوا في مقبرة قريبة من مقابرهم، فأحيا الله تعالى لهم رجلًا قد أبلغهم بأن حرارة الموت لم تسكن عنه حتى يومه ذاك، وأنه مضى على موته مائة عام.
الدليل من السنة النبوية على قصة الذين أحيا الله لهم ميتا
لقد روي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خرجت طائفة من بني إسرائيل حتى أُتُوا مقبرة لهم من مقابرهم، فقالوا: لو صلينا ركعتين، ودعونا الله عزّ وجل أن يُخرج لنا رجُلًا ممن قد مات نسأله عن الموت، قال: ففعلوا فبينما هم كذلك إذا أطلعَ رجلٌ رأسه من قبر من تلك المقابر؛ خِلاسيّ بين عينيه أثرُ السجود، فقال: يا هؤلاء ما أردتم إليّ؟ فقد متّ منذ مائة سنةٍ، فما سكنت عني حرارة الموت حتى كان الآن، فادعوا الله عزّ وجل لي يُعيدني كما كنت”. أخرجه أبو داود.
شرح قصة الذين أحيا الله لهم ميتا
لقد شرع لنا نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث التكلم عن أخبار بني إسرائيل، وفسر ذلك بقوله: فإن كان فيهم الأعاجيب. ومن بعد ذلك أخبرونا عن قصة من قصصهم التي ظهرت فيها أحد عجائبهم وهي طائفة من بني إسرائيل سارت من إلى أحد مقبرة من مقابرهم، فطرح أحدهم عليهم أن يصلوا ركعتين، ثم بعد ذلك يدعوا الله تعالى أن يخرج لهم واحد من الموتى لكي يسألوه عن الموت، والهدف من ذلك هو أن يزدادوا علمًا ويقينًا؛ لأن الذي يزور القبور ويركز في حال الأموات يتعظ ويعود لرشده ولدينه؛ لأنه سيصير إلى ما صاروا إليه. فقد كان هؤلاء الأموات أحياء مثل حياته قبل أن تفارق روحه هذه الحياة.
إن الإنسان يجد العِظة والعبرة حينما يتفكر في النصوص القرآنية والسنة الكريمة التي تخبرنا عن حال الموت وعن سكراته وعن الأمور التي يعانيها الإنسان حينما تنزع روحه من جسده، ويخبرنا عما يجري في قبورهم. فإذا شاهد الإنسان إحياء الأموات أمامه وكلمهم وكلموه فإن إيمانه بالله تعالى يزداد إذا أراد الله به الخير، فكثير من الناس شاهدوا عبر القرون كيفية إحياء الموتى.
بعض الأمثله على إحياء الله الموتى
من الأمثلة على إظهار إحياء الموتى هو قتيل بني إسرائيل الذي ضربه قومه ببعض عظام البقرة التي أمرهم الله بذبحها فأحياه الله وأبلغهم عمن قتله ثم عاد ومات.
وهناك أيضًا مثال الذي مرّ على القرية الخاوية على عروشها وتعجب من إحياء الله لهذه القرية بعد مماتها، وكيف أماته الله مائة عام هو وحماره ثم أحياه الله، فنظر إلى العظام كيف ينشزها الله ومن بعد يكسوها لحمًا، فإذا اكتمل الخلق رجعت إليه الروح.
وهناك أيضًا عندما أمر الله إبراهيم عليه السلام لما سأله أن يُريه كيف يُحيي الموتى أن يقطع أربعة من الطيور بعدما أن يذبحها وأن يوزعها على رؤوس الجبال ثم يدعوها وإذ بأجزائها تتجمع ويذهب كل جزء إلى طيره وتعود إليه وبعدها تنطلق مسبحة لربها.
وهناك أيضًا عندما شاهد الناس على زمن عيسى عليه السلام كيفية إحياءه للموتى وإحياء الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت بعد ما أماتهم الله.
ومنهم أيضًا إحياء الميت الذي قام الله بإحيائه بعد طلب هؤلاء الرفقة من بني إسرائيل أن يُحيي الله لهم ميتًا من أجل أن يسألوه عن الموت، فاستجاب الله لدعائهم فأخرج لهم رأس ميتٍ من قبره وقد وصف عليه الصلاة والسلام ذلك الرجل كأنما كان حاظرًا معهم، فقد كان أسمر اللون وبين عينيه أثر السجود، فناداهم وتكلم معهم منكرًا عليهم ما فعلوه به، فأخبرهم بأنه مات منذ مئة سنة ولم تتركه حرارة الموت عنه حتى كان هذا الوقت الذي أحياه الله فيه، فطلب منهم أن يدعوا ربهم حتى يعيده مثلما كان.
فالأمر الذي أخبر به آثار الموت التي دامت تلك الفترة الطويلة يدل على شدة معاناة الإنسان بعد أن يموت حتى وإذا كان هذا الرجل صالحًا، فالرجل الذي خرج إليهم كان من الصالحين بدليل أنه كان يكثر من الصلاة، فأثر السجود كان ظاهرًا بين عينيه.
العبر المستفادة من قصة الذين أحيا الله لهم ميتا
1- مشروعية التحدث بأمور وأخبار بني إسرائيل وقصصهم، فإن كانت تلك الأخبار وردت في القرآن والسنة فلا مشكلة من التحديث بها وحتى وإن كان مما يتناقل في الكتب، وإن كان يتضمن ما يخالف ما ثبت عندنا في حق الله تعالى وحق أنبيائه فلا يجوز التحديث بها، أما إن كان خبرًا مجردًا فلا مانع التحديث به.
2- بيان قدرة الله تعالى على أن يحيي الموتى، مثل أنه أحيا لأولئك النفر ذاك الشخص الذي كلمهم عن الموت.
3- تبين لها هذه القصة أن كل من أراد أن يدعو الله بشيء عليه أن يصلي ركعتين قبل الدعاء، مثل ما فعل الذين قص علينا النبي عليه الصلاة والسلام قبل دعائهم.