اقرأ في هذا المقال
- الدليل من السنة على قصة الذين دخلوا القرية يزحفون على أدبارهم
- شرح قصة الذين دخلوا القرية يزحفون على أدبارهم في الحديث
- العبر المستفادة من قصة الذين دخلوا القرية يزحفون على أدبارهم
تتكلم هذه القصة عن الجحود والنكران بمقابلة التكريم والإحسان، فأمر الله بني إسرائيل أن يدخلوا قرية من قرى الأرض المقدسة فاتحين خاضعين لله بالرحمة والمغفرة، فقاموا بتبديل قول غير الذي قيل لهم، فدخلوها على أدبارهم يزحفون ومنادين بأفعال السفهاء بألفاظ جوفاء، مغيرين كلام الله فاستحقوا أن يُنزل الله على الظالمين عذاب من السماء.
الدليل من السنة على قصة الذين دخلوا القرية يزحفون على أدبارهم
لقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قيل لبني إسرائيل”ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطة” البقرة:58، فبدلوا، فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا: حبة في شعره” رواه البخاري.
شرح قصة الذين دخلوا القرية يزحفون على أدبارهم في الحديث
لقد أخبرنا الله تعالى في كتابه العزيز بأنه أمر بني إسرائيل بأن يدخلوا إحدى مدائن الأرض المقدسة ساجدين، أي متذللين وخاضعين لله بدون تكبرٍ أو استعلاء، وأن يدعو الله وهم داخلون بأن يحطّ الله تعالى خطاياهم وأن يغفر ذنوبهم، لكنهم لم يدخلوها كما علمهم ربهم، وأنهم لم يقولوا كما أمرهم أن يقولوا، دخلوها يزحفون على أدبارهم، ويقولون: حنطة في شعيره، أو شعرة، فأنزل الله عليهم رجزًا من السماء على ما كانوا يعملون من الفسق، فقال تعالى: “وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ – فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ” البقرة:58-59.
إن هؤلاء الظالمون واجهوا نعمة الله عليهم بالكفران، فلم يأتمروا بما أمرهم به ربهم ولم يشكروا نعمة الله عليهم، فأين هذا كان من حال النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه حينما دخلوا مكة فاتحين خاضعين ومتذللين حتى أن رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمس رحله في دخول مكة متذللًا وخاضعًا.
العبر المستفادة من قصة الذين دخلوا القرية يزحفون على أدبارهم
1- بيان عظم وزر المبدلين لأوامر الله تعالى وشرائعه الكافرين بأنعم الله والمحرفين لكلامه مثلما فعل هؤلاء الظلمة من بني إسرائيبل.
2- إن في بني إسرائيل وفي عهد الرعيل الأول كان هناك أقوام قاسية للقلوب وأنفسهم عفنة، وعقولهم منحرفة ومنهم الذين أخبرنا عنهم الوحي عن ضلالهم وتكبرهم وتجبرهم على ربهم.
3- أن هناك أنعام محرمة على بني إسرائيل كانت مقصورة على الذهب والفضة والأثاث واللباس وغير ذلك، أما يؤكل من الحيوانات والنبات، فلم يكن محرم عليهم في ذلك الوقت، فقد أباح الله للذين أمروا بدخول تلك القرية الأكل منها حيثما شاءوا، لأن الله تعالى قال: “فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا”.