ما هي قصة الرجل الذي من غطفان مع ابن اخيه اليتيم؟

اقرأ في هذا المقال


قصة الرجل الذي من غطفان مع ابن اخيه اليتيم:

لقد حذر الله تعالى عباده من الاقتراب من مال اليتيم ومسّه بما يشوبه أو يضره، فقال تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا” النساء:10. فاليتيم هو من فقد أهله وهو صغير ولم يبقى له أي أحد يحميه ويحافظ عليه وعلى كل ما تبقى له من والديه. فقال تعالى: “وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ” الأنعام:152.

إن السبب الذي نزلت فيه هذه الآية هي عن رجل من غطفان وهو “مرثد بن زيد” الذي كان وصيًّا على مال ابن أخيه الذي فقد أهله وهو صغير السن، فقام هذا الرجل وأكل ماله وحقه. ولقد كان الصحابة من شدة خوفهم وحرصهم على أن لا يعصو ربهم في الآية الكريمة فقاموا بفصل طعام اليتيم عن أطعمتهم؛ من أجل أن لا يختلط فيه فيُجزون بأشد الجزاء على فعلتهم.

ومن الآية الكريمة أيضًا دليل على أنه من كان عنده يتيم وعزل طعام اليتيم عن طعامه، فجعل له أفضلُ الشيء من طعامه فيُخبئ له حتى يأكله أو يتركه حتى يفسد، فاشتد ذلك عليهم، وقد بينوا هذا للنبي عليه الصلاة والسلام حتى أنزل قوله تعالى: “قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ” البقرة:220.

فتقيد الأكل بالظلم ورد في حال أنهم يأكلونه ظلمًا وبهتانًا بغير حق، وذهب عنهم الأكل بالحق مثل أكل الوصيّ فقير الحال بالتي هي أحسن وأن يكون بالمعروف، بدليل قوله تعالى: “وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ” النساء:6. فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: أنه أنزل في والي اليتيم أن يصيب من ماله إذا كان محتاج بقدر ماله بالمعروف، فقال العلماء: فكل ولي ليتيم إذا كان فقيرًا وأكل من ماله بالمعروف بقدر قيامه عليه في مصالحه وتنمية ماله فلا بأس عليه، وما زاد على المعروف فسحت وحرام بدليل الآية التي ذكرت.

فقد عالجت الشريعة الإسلامية مثل حل هذه الخلافات بنظرتها إلى العواقب وعدم التساهل في حق اليتيم؛ وذلك لضعفه وقلة حيلته ويُتمه وصغر سنه؛ ولأنه لا يدرك بهذه الأمور بعد وأن عواقبها  قد تكون شديدة على ذلك المجتمع، فالله تعالى وصى الرسول عليه الصلاة والسلام: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ” الضحى:9. ومعنى قهر اليتيم هو أن يستقصده ويقهره في ماله أو أن يضره سواء بفعل أو قول.


شارك المقالة: