اقرأ في هذا المقال
- الدليل من السنة النبوية على قصة الزوجين الذين جاعا فرزقهما الله ما يأكلانه
- الفائدة التي تستفاد من قصة الزوجين
هذه القصة عن زوجين صالحين، حلّ عليهما الجوع الشديد فرفعت المرأة يديها تدعو ربها بأن يرزقهما بأي شيءٍ حتى يذهب عنهما الجوع ومن أجل سدّ حاجتهما، فسمع الله دعائها ورزقها.
الدليل من السنة النبوية على قصة الزوجين الذين جاعا فرزقهما الله ما يأكلانه
لقد روى الطبراني والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أصاب رجلًا حاجةٌ فخرج إلى البَرِيَّةِ فقالتِ امرأتُه اللهمَّ ارزُقْنا ما نعتجِنُ وما نختبزُ فجاء الرجلُ والجَفنةُ ملأى عجينًا وفي التُّنُّورِ حبوبُ الشِّواءِ والرَّحى تطحنُ فقال من أين هذا قالت من رِزْقِ اللهِ فكنسَ ما حولَ الرَّحَى فقال رسولُ الله صلى عليه وسلم لو تركَها لدارتْ أو طحنتْ إلى يومِ القيامةِ“رواه الألباني والحديث صحيح.
لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصة الزوجين الذي خيّم الجوع الشديد عليهما، ولم يستطع الرجل المكوث في بيته من شدة ما أصابه من الجوع فخرج للبرية يبحث عما يأكلانه، وبقيت الزوجة في بيتها فصارت تدعو ربها بأن يرزقها الطحين من أجل أن تعجنه وأن تصنع منه خبزًا.
فاستجاب الله تعالى لندائها ودعائها وتوسلها إليه، فعاد الرجل إلى بيته وإذ بالجفنة وهي عبارة عن إناء كبير مليء بالعجين وأن الرّحى التي يطحنون بها القمح والحبوب تدور وتطحن وإذ بالتنور مليء باللحم الصالح للشواءِ، فانذهل وسألها: من أين هذا؟ فقالت له: هو من رزق الله، فكنس الرجل الطحين الذي كان حول الرّحى، وقد أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن الرجل لو ترك الرحى تطحن الحبوب لبقيت إلى يوم القيامة.
إن بعض الناس ينكرون مثل هذه الأمور والأخبار زاعمين أن العقل لا يستوعبها وأن العقل يرفضها، وقد نسي البعض أن هذا رزق رزقه لبعض عباده التقيّين الصالحين كرامةً لهم، فالله تعالى قادر على كل شيء، فقد وقع للرسول صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه كثير من الوقائع التي كثر الله فيها أكلهم وشربهم، فكم من طعام وشراب قليل أكل منهما أناس كثيرون وبالواقع هو قليل ولا يكفي إلا حدّ معين من الناس.
الفائدة التي تستفاد من قصة الزوجين
المستفاد من هذه القصة هو أن إثبات الكرامة للعباد الصالحين، فهناك عدة نصوص دلّت على ذلك الأمر تبلغ مبلغ التواتر والإيمان الجازم بكرامات الأولياء الصالحين في عقيده أصحاب السنة، فالكرامة لا تكون إلا للأتقياء، فخوارق العادات قد تحصل على يد أسوء أهل الأرض وأفسدهم ومنها ما حدثنا به النبي عليه الصلاة والسلام عن الدّجال.
وهناك فوائد أخرى مثل: عظم فضل الدعاء، فقد استجاب الله تعالى لتلك المرأة؛ لأنها دعته من قلب خالص، فقال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ” غافر:60.
وقد دلنا الحديث أيضًا على أنه في زمن الصالحين كانوا يعرفون العجين والخبز والرّحى الذي تطحن به الحبوب والأواني التي يعجن فيها والفرن الذي يوضع فيه الخبز ويُشوى.