اقرأ في هذا المقال
- قصة السحابة التي أمرت أن تسقي حديقة الرجل الصالح
- الدليل من السنة على قصة السحابة التي أمرت أن تسقي حديقة الرجل الصالح
- شرح قصةالسحابة التي أمرت أن تسقي حديقة الرجل الصالح التي وردت في الحديث الشريف
- العبر المستفادة من قصة السحابة التي أمرت أن تسقي حديقة الرجل الصالح
قصة السحابة التي أمرت أن تسقي حديقة الرجل الصالح
إن هذا الكون هو ملك لله وحده، فالله ربه وخالقه والمتصرف فيه، فإذا استقام العبد على أمر الله، فالله يأمر الكون برعايته والتصرف به بما هو خير وصلاح له، وسنذكر في هذا المقال خبر مزارع صالح أمر الله السحاب بأن يسقي له مزرعته؛ وذلك لاستقامته على أوامر الله فيها، وهذا ليس خاصًا به فكل إنسان يكون حال مستقيم وخالص لله فإنه يبارك الله له فيما أعطاه.
الدليل من السنة على قصة السحابة التي أمرت أن تسقي حديقة الرجل الصالح
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “بينا رجلٌ بفلاةٍ من الأرض، فسمع صوتًا في سحابةٍ: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحابُ فأفرغ ماءهُ في حرةٍ، فإذا شرجةٌ من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجلٌ قائم في حديقته يُحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟ قال: فلانٌ للإسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعتُ صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسقِ حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها، قال: أمّا إذا قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدقُ بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثًا وأراد فيها ثلثه” رواه مسلم في صحيحه.
شرح قصةالسحابة التي أمرت أن تسقي حديقة الرجل الصالح التي وردت في الحديث الشريف
يخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام عن رجلٍ سمع شيئًا عجيب، فقد كان يمشي في أرض خالية فمرت سحابة من فوقه، وسمع صوتًا يأمر آخر بأن يروي حديقة لرجل سماه.
فالجميع يعلم أن الله تعالى جعل على السحاب ملائكة تسيره وهي مأمورة أن تنزله في الموقع المحدد له وهو بالتحديد الصوت الذي سمعه ذاك الرجل وهو صوت ملكٍ بلا شك وسنة الله هي أننا لا نستطيع أن نسمع خطاب الملائكة إلا لحكمة، والحكمة في سماع ذلك الرجل هي أن الله تعالى يريد إعلامنا بالخير والبركة التي يسوقها استقامة صاحب ذلك الزرع لحديقته وزرعه.
لقد أثار الصوت ذلك الرجل الذي سمعه، فأراد أن يعرف من هو الرجل الذي ذُكِر اسمه في السحاب، فحدق بنظره حيث أفرغت السحابة ماءها فإذا هي قد أمطرته في حرةٍ من الحرارة وهي عبارة عن أرضٍ مليئة بالحجارة السوداء، ونظر الرجل باتجاه الأمطار التي سقطت على الأرض فوجدها تشكل قنوات ومساييل تتجه باتجاهٍ معين، فصار يتبعها ويسير معها حتى شاهدها تصل نحو حديقته ووجد هناك رجلًا قائمًا في الحديقة يحول بمساحته في قنوات حديقته في جميع الاتجاهات، فتوقف ذلك الرجل عند صاحب الحديقة وسأله عن اسمه، فعرف أنه الاسم الذي سمعه في السحاب.
فاستغرب صاحب الحديقة من سؤال السائل، فقال له خبره وعن سماعه اسمه من السحاب، وأن هناك أمرًا صدر للموكلين بتلك الغمامة بسقي حديقته، ففي تلك اللحظة سأله عن السبب الذي استحقه كي يأمر السحاب بسقي حديقته، إذ أنه لا شك بأنه قد عمل عملًا أرضى به وجه الله تعالى، وأبلغه أن يتطلع إلى إنتاج حديقته ويقسمها إلى ثلاثة أقسام، الأول يتصدق بها على المحتاجين والفقراء وكل من يحتاج والثاني يجعله لمعيشة أهله وعياله والثالث يرده في حديقته.
ومن المتعارف عليه هو أن الصدقة هي الأمور التي تحفظ المال وتحميه وتنقيه وتزكيه وتجعل فيه بركة وإن نفقة الإنسان على عياله تعتبر واجب فرضه الله تعالى عليه، وأن مراعاة الحديقة وحرثها وتسميدها وسقيها هي من أسباب الحفاظ عليها، لذلك يتبين لنا أن هذا الرجل كان يمثل المزارع المسلم الذي يقدر حقوق غيره وحق ربه وهو بنفس الوقت أيضًا لديه الخبرة بالطريقة العلمية ليصلح بها أرضه ويحسن استثمارها.
العبر المستفادة من قصة السحابة التي أمرت أن تسقي حديقة الرجل الصالح
1- رعاية الله وحفظه لعباده الصالحين الذين تقام حياتهم على أساس الاستقامة على أوامره، فالله أمر السحاب أن يسقي بستان الرجل الصالح؛ لأنه يتصدق بثلث الناتج الذي يخرج من حديقته.
2- إن الله تعالى يميل إلى العبد الذي يتزن بأموره وتصرفاته الذي يعطي كل واحدٍ حقه، بدليل ما فعله هذا الرجل من قسمته لإنتاج بستانه إلى كل من يستحقه ووزع كل قسمٍ بالتساوي ولم يطغَ أي قسم على سائر الأقسام الأخرى.
3- تدل هذه القصة على إرضاء الله على العبد؛ لأنه إذا رضي عنه سخر له ما يشاء من الأرض والسماء، فالله أمر السحاب بقدرته وعظمته أن يسقي حديقة الرجل الصالح.