ما هي قصة الصحابي الذي رأى الدجال؟

اقرأ في هذا المقال


قصة الصحابي الذي رأى الدجال:

قصة المقال عن صحابي روى عنه النبي عليه الصلاة والسلام حديثًا وهو أبو تميم الداري، الذي حدث عنه البعض بأن رواياته لم تقبل، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها وبالأخص حديث الجسّاسة وإخبار أصحابه فيه. لقد عُرف عن ابن تميم أنه أسلم في السنة التاسعة وأخاه نعيم، فهو أول من أسرج السراج في المسجد، وكان ممن يقوم الليل كثيرًا.

لقد كان أبو تميم الداري رجلًا نصرانيًا وليس مسلمًا، خرج في وسط البحر هو وثلاثين رجلاً من لخم وجُذام من العرب فخرجوا بسفينة من السفن، فالقصة التي تنقلها فاطمة بنت قيس وهي تقول: كنا في بيوتنا فسمعنا منادي رسول الله يقول: الصلاة جامعة الصلاة جامعة، وتقول: ذهبنا للمسجد وصففنا مع النبي عليه الصلاة والسلام، الرجال في المقدمة والنساء من الخلف، وبعد أن صلّينا قال النبي عليه الصلاة والسلام إلزموا أماكنكم، فإني قد سمعت حديثًا حدثنيه تميم الداري يوافق ما كنت قد حدثتكم به من قبل، أي أن تميم جاء يؤكد علي الكلام الذي ذكرته لكم من قبل.

فقال تميم للنبي عليه الصلاة والسلام بعدما أسلم: لما كنا في وسط البحر لعبت بنا الموج وهبت الرياح وكانت هناك عواصف شديدة لمدة شهر ونحن في وسطه ولم نستطع الخروج منها، وبعدها نزلنا عند جزيرة من الجزر ولم يكونوا يعلمون ما هذه الجزيرة؛ وذلك لحكمة أرادها الله تعالى.

وبعدها نزلوا عند القوارب الصغيرة ومكثوا فيها حتى غربت الشمس، وبعد الغروب دخلوا لتلك الجزبرة وجاء الليل وهم يستغربون منظر الجزيرة فهو ليس معروف عنه شيء، فيقولون: وجدنا فيه ثلاثين رجلًا وفيها دابة تسمى “أُغلب” أي ذات شعر كثيف ولا يُعرف رأسها من مؤخرتها من شدة الشعر عليها، فقد جاء ذكر الدابة وتحدثها مع الناس في قوله تعالى: “وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ” النمل:82. ولما اقتربوا منها تكلمت، فخافوا؛ لأنها تتحدث معهم، فسألوها؟ من أنتي قالت: أنا “الجسّاسة”. بمعنى التي تجس الأخبار، وهي التي تجلب الأخبار لمن هو داخل الجزيرة وتنقلها.

لقد قالت لهم الجسّاسة: اذهبوا إلى ذلك الدير، أي مكان للعبادة يشبه الصومعة، فإن فيها رجل هو إلى خبركم بالأشواق ” أي مشتاق لسماع الأخبار منكم”، يريد أي أحد يجلب له الأخبار، فيقول تميم الداري: فسمّت لنا رجلاً باسمه وهو من الرجال الذين كانوا معنا، فقالت لواحد منهم: اذهب أنت يا فلان ” نادته باسمه” ومن معك إلى تلك الصومعة، فقال تميم فلما وصلنا لذلك الدير ودخلنا وجدنا رجلاً لم نرى مثله في عظيم الخلقة فهو رجل عظيم الجثة ويداه مغلولتان إلى عنقه ومن كعبيه حتى ركبتيه ملفوف بالحديد.

أسئلة الدجال لتميم والرجال:

فلما دخلوا عليه وسألوه من أنت؟ قال: لقد عرفتم الآن خبري، فأنتم أجيبوني، من أين أنتم؟ فقالوا له: نحن من العرب، فقال لهم: أخبروني عن نخل بيسان وهل انقطع ثمرها، فقالوا له: عن ماذا تسأل عنها؟ قال: أما زال فيها ثمر؟ فقالوا: بلا ما زال فيها ثمر.

ثم سألهم أخبروني عن بحيرة طبريا، فقالوا: وعن ماذا تسأل عنها؟ فقال لهم:هل ما زال فيها ماء؟فأجابوا ما زال فيها ماء، فقال لهم: أخبروني عن عين زُغر، وهل فيها ماء ويسقى الناس منها، قالوا له: نعم إن فيها ماء،.

ثم قال لهم: أخبروني عن نبي الأميين هل ظهر؟ فقالوا له: نعم لقد ظهر وخرج من مكة ونزل في المدينة، فقال لهم: هل قاتله العرب وماذا صنع بهم، فأجابوه، نعم لقد قاتلوه والرسول ظهر عليهم، فقال الرجل المقيد بالسلاسل: أمّا إنه خير لهم أن يتبعوه. ففزع هؤلاء الرجال وقالوا: كيف عرف هذا الرجل تلك الأخبار ومن أخبره بها، فسألوه: من أنت؟ فأجابهم، أنا الدّجال وأوشك أن أخرج فيكم، ولن أدع موطأً في الأرض إلا أطأها في أربعين يومًا، إلا مكة المكرمة والمدينة.

يقول تميم: لقد خرجنا وركبنا السفينة بسرعة ورجعنا، فذهب تميم مباشرة إلى المدينة ودخل على النبي عليه الصلاة والسلام وأعلن إسلامه، وبعدها قص على النبي قصة ما حدث معه في الجزيرة، فاستبشر النبي بإسلام تميم، فذهب النبي للصحابة يقص عليهم ما حدثه به تميم، فكان بيد النبي عليه الصلاة والسلام عصا فضرب بها بالمنبر، وقال لأصحابه هذه طيبة هذه طبية التي أخبرتكم عنها التي لن يدخلها الدجال، فهي مدينة النبي عليه الصلاة والسلام.

فقصة فاطمة بنت قيس تبين لنا أن ابن صياد ليس هو الدجال؛ لأن فاطمة وحديث تميم الداري يدل على أن الدجال محبوس ومسجون في جزيرة لا يعرف اسمها ومكانها أحد، فابن صياد هو طفل عند اليهود، فلم يعرف هل هو إنس أو جني أو ما شابه ذلك. ولكن الدليل الصحيح أن تميم الداري رأى الدجال وأن النبي عليه الصلاة والسلام صدّقهُ وأخبر الناس بذلك؛ ليعلمهم بقرب خروج هذا الدجال.


شارك المقالة: