ما هي قصة القرد الذي ألقى نصف مال صاحبه في البحر؟

اقرأ في هذا المقال


إن قصة هذا القرد هي أنه كان يلحق دائمًا بتاجر غشاش فكان يشوب الخمر الذي يتاجر فيه بالماء، وفي يوم أخذ هذا القرد مال التاجر الذي باع فيه الخمر وطلع به ساري السفينة وقام بتقسيمه إلى قسمة عدل.

الدليل من السنة النبوية على قصة القرد الذي ألقى نصف المال في البحر

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إنّ رجلاً كان يبيع الخمر في سفينة وكان يشوبُ الخمر بالماء ومعه قردٌ، فأخذ الكيس فصعد الدّقل فجعل يُلقي دينارًا في البحر ودينارًا في السفينة حتى جعله نصفين” رواه أحمد وهو سند صحيح.

شرح القصة التي وردت في الحديث الشريف

يُحكى أن هناك تاجر جشع وكان يحب جمع المال حتى وإن كانت عن طريق الغشّ وكان مع هذا التاجر قرد، وفي ذات يوم قام هذا التاجر بخلط الماء بالخمر حتى يشوبه واكتشفه القرد وهو يفعل ذلك، وفي يوم أخذ هذا القرد المال الذي باع فيه الخمر وقام بإلقاء نصفه في البحر والنصف الآخر في السفينة على النحو الذي ورد في الحديث.

لقد أشار هذا الحديث إلى الخسارة في الدنيا الذي يصاب بها الذين يغشّون في تجارتهم، فيخلطون الجيد بالسيء أو يخلطون شيء ما بغيره مما ليس له قيمة، أو أن له قيمة قليلة، مثل الذين يشوبون الحليب بالماء أو يخلطون البنزين بالكاز أو يخلطون الماء بالكاز. فهؤلاء يطلق عليهم آكلون أموال الناس بالباطل وإن ما يحصلون عليه من المال سُحت وإنهم سيحاسبون عليه.

فقد وضع الله تعالى بالحيوانات أسرار لا نعرف عنها إلا القليل، فالقرود وخاصة المستأنسة تجلب العجائب وتأتي بها مثلما فعل هذا القرد مع صاحبه عندما قام بإلقاء دينارٍ بالبحر والآخر في السفينة.

لقد سُئل أنه كيف ذمّ هذا الرجل لغشه في الخمر وأنه لم يُلام على بيعه للخمر الذي حرمه الله تعالى؟ فالإجابة على هذا هو أن الخمر في زمن ذاك الرجل لم تكن حرامًا في شريعته، فقد كانت حلالًا في المدينة وبعدها ذُمت من غير تحريم، ومن ثم حُرم شرب عند قرب وقت الصلاة مع عدم تحريم بيعها، ثم بعد ذلك جاء نص بتحريم شربها وبيعها والمتاجرة بها وحاملها وساقيها وغير ذلك.

العبر المستفادة من قصة القرد الذي ألقى نصف المال في البحر

1- إن الله تعالى حذر من الغش وخلط الشيء بشيءٍ آخر حتى يزيد في وزنه أو سعره أو غير ذلك؛ لأن المال الذي يكسبه من جراء ذلك قد يهلك صاحبه في الدنيا والآخرة.

2- التعجب من أسلوب القرد وفعله الذي حكم على مال الرجل بالعدل والإنصاف، حتى يأخذ التاجر حقه، وتحليل الخمر للقوم الذين كان منهم ذاك الرجل.


شارك المقالة: