ما هي قصة المتكلم في المهد الذي دعا الله أن لا يجعله كالجبار؟

اقرأ في هذا المقال


قصة المتكلم في المهد الذي دعا الله أن لا يجعله كالجبار

لقد أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام عن الأطفال الذين تكلموا وهم في المهد في زمن البشرية وهم ثلاثة: الطفل الأول وهو عيسى عليه السلام وبين الله تعالى خبَره في القرآن الكريم أما الثاني فهو صاحب جريج وأما الثالث وهو الطفل الذي خالف أمه فيما دعت به.

الدليل من السنة على المتكلم في المهد الذي دعا الله أن لا يجعله كالجبار

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “كانت امرأة تُرضع ابنًا لها من بني إسرائيل، فمرّ بها رجلٌ راكب ذو شارةٍ، فقالت: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها وأقبل على الراكب، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه” قال أبي هريرة: كأني أنظر إلى النبي عليه الصلاة والسلام يمصّ إصبعه. ثم مرّ بأمةٍ فقالت: اللهم لا تجعل  ابني مثل هذه، فترك ثديها، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فقالت: لم ذاك؟ فقال: الراكبُ جبارٌ من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون سرقت زنيتِ ولم تفعل” رواه مسلم.

شرح قصة المتكلم في المهد الذي دعا الله أن لا يجعله كالجبار

لقد أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام من خلال هذا الحديث عن الأطفال الذين تكلموا في المهد، فكان أولهم عيسى عليه السلام وجريج الثاني أما الثالث فقد كان الطفل الصغير الذي كانت أمه جالسة على حافة الطريق تُرضعه، فمرّ عليها فارس هيأته ولباسه وخيله يدلان على أنه صاحب عزّ وجاه وأنه شخص ثري وقوي البُنية ومظهره جميل، فأعجبت به المرأة، ثم صارت تدعو ربها أن يجعل ابنها مثله، فترك الطفل ثدي أمه وقال: اللهم لا تجعلني مثله ثم عاد إلى الرضاعة.

فقد حكى لنا عليه الصلاة والسلام هيئة رضاعة الطفل بوضع إصبعه الطاهر في فيّه ومصهُ إياه، فهذا كان دليل على أن رضاعة ذلك الطفل كان رضاعًة حقيقيًة فلم يقصد به النبي عليه الصلاة والسلام معنى مجازيًا.

وبعد فترة من الوقت حتى مرّ على تلك الجارية جمعٌ كثيرون من الناس، يسحبون جارية ويجرونها ويضربونها ويقولون لها: هل زنيت أم سرقت وهي تقول في داخلها: حسبي الله ونعم الوكيل، فصارت المرأة تدعو لربها بأن لا يصبح ابنها مثل هذه الجارية، فترك رضيعها ثدي أمه ودعا هو بأن يجعله الله مثلها.

ثم دار حوار بين الطفل الرضيع وأمه، وسألته أمه عن السبب الذي دعا ربه مخالفًا إياها لما دعت به، فأخبرها الغلام بإعلام الله له أن الرجل الأول كان كافرًا وطاغيًا وجبارًا ومتكبرًا، أما المرأة فقد كانت صالحة وأنهم اتهموها بما اتهموها به كذبًا وزورًا وبهتان عظيم.


شارك المقالة: