اقرأ في هذا المقال
- ما هي قصة المرأتين اللتين خطف الذئب ابن إحداهما
- الدليل من السنة النبوية على قصة المرأتين اللتين خطف الذئب ابن إحداهما
- شرح قصة المرأتين اللتين خطف الذئب ابن إحداهما
ما هي قصة المرأتين اللتين خطف الذئب ابن إحداهما
إن هذه القصة تُظهر حِنكة وعبقرية وذكاء سليمان عليه السلام في بيان الحق وإظهاره في خصومة قد خَلت من الدلائل التي تدل على صاحب الحق، فقد أظهر أنه يريد قتل الطفل الذي تنازعت فيه امرأتان كلُّ واحدةٍ تدعي أنها أمه، فظهرت الأم الحقيقية التي جادت به للأخرى من أجل أن لا يُقتل حفاظًا على حياته، بينما الأخرى قبلت شقه نصفين.
الدليل من السنة النبوية على قصة المرأتين اللتين خطف الذئب ابن إحداهما
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت لصاحبتها: إنما ذهب بابنك، وقالت: الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود عليه السلام، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السلام فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينهما، فقالت: الصغرى: لا تفعل يرحمك الله هو ابنها، فقضى به للصغرى”. فقال أبو هريرة والله إن سمعت بالسكين قط إلا يومئذٍ وما كنا نقول إلا المُدية. رواه البخاري.
شرح قصة المرأتين اللتين خطف الذئب ابن إحداهما
إن هذه القصة وقعت في عهد النبي داود عليه السلام، فتحاكمت إليه امرأتان ذهب الذئب بولد إحداهما فتنازعتا في الولد الآخر كل واحدة منها تقول إنه ولدها، فاجتهد النبي داود عليه السلام على الحكم فيما بينهما، فوصل في اجتهاده بالحكم بالولد للكبرى ببعض دلائل استدل بها على ذلك الأمر.
فلما خرجتا مارتين على سليمان عليه السلام رأى أن يستخدم معهما طريقة يستطيع من خلالهما بأن يكتشف الأم الحقيقية للولد، فأمر من الناس الذين حوله أن يجلبوا له سكين حتى يقسم الطفل بينهما لقسمين وكل واحدة منهن تأخذ نصف وبذلك يكون قد عدل بينهما في الحكم، فظنت كل واحدة منهن أن نبي الله سليمان جادٌ على فعل ذلك الأمر وأنه عازم على تحقيق الحكم.
ومن ذلك المنطلق، ظهر رد فعل كل واحدة منهما، فالأم الحقيقية وهي الصغرى فزعت وخافت من الحكم؛ وذلك لأن فيه مضرة وهلاك لولدها فطابت نفسها للكبرى؛ لأن في ذلك إكمال لحياة الطفل وبقائه على قيد الحياة حتى وإن كانت ستُحرم منه ومن تربيته ومن اعتنائها به ومن وجوده بجانبها، أما المرأة الكبرى التي لا تربطها علاقة الأم بولدها فإنها قبلت بالحكم الذي طرحه سليمان عليهن، وبذلك فقد وصل سليمان عليه السلام لأمه الحقيقية وحكم لها بالطفل بالرغم من أنها تنازلت عنه للأخرى.
قال الإمام النووي عليه رحمة من الله: “إن سليمان عليه السلام وصل للحقيقة عن طريق حيلة من الملاطفة والشفقة حتى يتوصل بها إلى صلب القضية، فأوهم المرأتان بأنه سيقطع الطفل إلى نصفين ليعرف من هي التي يشق عليها قطعه فتكون هي أمه الحقيقية، فسليمان في هذا الحكم اختبر شفقة كل منهما على ولدها فلما قبلت الكبرى بالحل علم بأنها ليست أمه”.