ما هي قصة المقداد وسعد بن معاذ يوم بدر؟

اقرأ في هذا المقال


قصة المقداد وسعد بن معاذ يوم بدر:

لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بدر هو ومن معه من المؤمنين من أجل الاستيلاء على قافلة لقريش كانت مع أبي سفيان، وهو في قلة من العدد وحينما بلغ أبا سفيان خبر خروج النبي عليه الصلاة والسلام بعث إلى مكة المكرمة ضمضم بن عمرو يستنفر قريشًا من أجل أموالهم، ونجا أبو سفيان بالعير التي معه، ثم بعث إلى قريش أن الله تعالى نجى أموالكم فارجعوا.

فقال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نستعيد بدرًا، فنقيم هناك ثلاثًا، وننحر الجزُر ونطعم الطعام ونشرب الخمور وتضرب علينا القيان وتسمع بنا العرب، فلا يزالون يهابوننا أبدًا وهكذا وجد الرسول عليه الصلاة والسلام ومن معه من المؤمنين أنفسهم مسحوبون إلى حرب لم يحضروا لها مع كفار قريش، فعمد النبي عليه الصلاة والسلام إلى استشارة أصحابه، فقال لأبو بكر فأحسن وقال لعمر فأحسن، أما المقداد قال: يا رسول الله امض لما أمرك الله تعالى به فنحن بجانبك.

والله لا نقول كما قالت بني إسرائيل لموسى عليه السلام: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا جالسون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى “برك الغماد” لجالدنا من دونه، أي بمعنى هو موضع على خمس ليالٍ من مكة المكرمة إلى جهة اليمن، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام خيرًا، ثم قال: أشيروا على، وإنما يريد الأنصار. فقال سعد بن معاذ: سر إلى ما أردت فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، إنا لصبرُ عند الحرب فامضي بنا على بركة الله.

وبعدها قال: “سيروا على بركة الله وابشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم” ثم مشى حتى نزل بالقرب من بدر، فلما رأى عليه الصلاة والسلام قريش استقبل القبلة ورفع يديه وقال: “اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض”. وظلّ يستغيث حتى سقط رداؤه، فأتى إليه أبو بكر وأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه ثم قال: يا نبي الله يكفيك مناشدة ربك فإنه سينجز لك ما وعدك.

فقال الله تعالى: “كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ” الأنفال:5. وحدث ذلك عندما أفلتت قافلة قريش ووجد المسلمون أنفسهم يواجهون حربًا لم يستعدوا لها كره بعضهم ذلك، وقوله: لكارهون، لا يعتبر طعنًا في المؤمنين؛ لأنهم خرجوا ولا خيل معهم إلا ثلاثة.

فتعتبر حيثية الكراهية ليست تأبيًا على أوامر الله، ولكن إذا أخذنا بالأسباب نرى بأن المقاييس البشرية للحرب مختلفة بين المؤمنين والكفار، فالكفار مستعدون استعدادًا متينًا للحرب معهم السلاح والفرسان وهم يزيد عددهم على تسعمائة أما المؤمنون فيتجاوز عددهم أقل من ثلاثمائة. ولكن الله تعالى يريد أن يعلم المسلمين بأن النصر ليس بالعدد وليس بالعُدة ولكن النصر يأتي من عند الله الواحد الأحد.


شارك المقالة: