ما هي قصة المهر وماء السماء مع علي بن أبي طالب؟

اقرأ في هذا المقال


قصة المهر وماء السماء مع علي بن أبي طالب:

لقد بين الله تعالى عدة حقوق للزوجة ومنها حقوقها في عقد الزواج الذي يربط الزوجين وهي تكلم الزوج أو ولي الأمر في أن مهر الزوجة من حقها؛ لأنه أجر البضع ولكنه سبحانه وتعالى فتح باب أريحية الفضل، فإذا تنازلت الزوجة عنه فهذا أمر آخر، وهذا أدعى أن يوطد العلاقة الزوجية وأن يؤلف بينهما، والمقصود هو طيب النفس، وإياك وأن تأخذ شيئًا من مهر الزوجة التي تحت ولايتك بسبب الحياء، والمهم أن يكون الأمر عن طيب خاطرٍ منه: “فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا” النساء:4.

ومعنى الهنئ أي الشيء المأكول الذي تستسيغه حين يدخل فمك، ولكن قد يأكل شيئًا هنيئًا من اللذة وفي المضغ وفي الأكل يترك متاعب صحية، إنه هنيء لكنه غير مريء، والمقصود هو أن يكون طيب الطعم وأن لا يكون له آثار صحية أو سيئة وأنه يختلف عن الطعام الهنيء غير المريء الذي يتناوله الإنسان فيطلب بعده العلاج.

إذن فكل طعام يكون هنيئًا فليس من الضروري أن يكون مريئًا، ويتوجب علينا أن نعرف أن الطعام يكون هنيئًا مريئًا، فالإمام علي بن أبي طالب رضي عنه، أتى إليه رجلًا يشتكي ألمًا والإمام عليّ كما علمنا بأنه هو مدينة العلم والفتاوى وقد وهبه الله تعالى مقدرة على إظهار الرأي وفتاويه.

إن الإمام عليّ لم يكن طبيبًا ولكن الرجل كان يطلب علاجًا من فهم الإمام عليّ وإشراقاته. فقال الإمام عليّ للرجل: خذ من صداق امرأتك درهمين واشتر بهما عسلًا وأذب العسل في ماء مطر نازل لساعته، أيّ قريب عهد بالله واشربه فإني سمعت الله تعالى يقول في قصة الماء ينزل من السماء: “وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا” ق:9. ويقول تعالى أيضًا في العسل: “فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ” النحل:69. ويقول أيضًا في المهر الذي يتعلق بالزوجة: “فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا” النساء:4. فإن تجمع في الدواء البركة وفي الشفاء الهنئ والمريء فإن الله تعالى يعافي ويشفي.

لقد تناول علي بن أبي طالب بعض العناصر لكي يخلطها ببعضها ويصنع منها دواء نافعًا مثلما يصنع الطبيب العلاج من عدة عناصر مختلفة، فقد صنع عليّ بن أبي طالب علاجًا من آيات القرآن الكريم منها قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا” النساء:19.

وهناك وقت أيضًا ينادي الله تعالى عباده الذين آمنوا به في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ” بمعنى يا من صدقتم بي وآمنتم بي بكامل إرادتكم وآمنتم بي إلهًا فله كل صفات القدرة والحكمة، فما دمتم قد آمنتم بهذا الواحد الأحد، فاعلموا ما يطلبه منكم الله من الأحكام، فالله لم ينادي غير المؤمن ونادى كل من أسلم وآمن باختياره وبقمة عقله، فالله تعالى يقول: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ“.


شارك المقالة: