ما هي قصة النمرود مع إبراهيم عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


قصة النمرود مع النبي إبراهيم عليه السلام:

لقد ملك الدنيا أربعة أشخاص اثنان مؤمنان واثنان كافران، أما الشخصان المؤمنان فهما: “ذي القرنين وسليمان عليهما السلام”، أما الكافران فهما “بُختُنصّر والنمرود”.

فقد قيل أنّ النمرود كان ملكاً في زمن النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، وكان هذا الملك مُلحداً وكافراً وظالماً أيضاً، فقد كان يجبر الناس على أن يكفروا بالله ويعصوه، كان رجلاً غنيًا وثريًا ولديه الكثير من الأموال، فقد كان يوزع الطعام على الناس، وكان يملك أيضاً جيشاً من الجنود لا يعدّوا ولا يحصوا ولم يكن يعلم بهم سوى الله تعالى.

وقد كان يملك النمرود أيضاً مُلكًا كبيرًا، فقال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَالبقرة:258. وفي يوم جاء إليه النبي إبراهيم عليه السلام ليأخذ الطعام كسائر الناس، فسمع النمرود عنه بأنه يدعو الناس إلى عبادة الله تعالى، فبعث النمرود إلى إبراهيم عليه السلام وأدخلهُ إلى قصره.

وعندما وصل إبراهيم عليه السلام سأله النمرود وقال له: لقد سمعنا بأن لك ربًا غيري، فأجابه إبراهيم، نعم، فقال النمرود من هو ربك؟ قال: ربي الذي يحيي ويميت، فضحك النمرود من كلام إبراهيم عليه السلام، وطلب إلى حراسه بأن يجلبوا له من السجن رجلين، فقال النمرود هذان فالأول سآمرُ بموتهِ، فأمر الجلاد بأن يقطع رأسه، فعندما قطع رأسه قال لإبراهيم: أتراني كيف أميت، أما الرجل الثاني، أنظر كيف سأعفو عنه وأعطيه الحياة. فقال النمرود لإبراهيم أرأيت كيف سأحييه.

وقد قصّ الله تعالى قصة هذا النمرود الفاجر والظالم في سورة البقرة حينما قال: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ فالخطاب هنا جاء على هيئة سؤال وهو لماذا آتاه الله الملك؛ وذلك لقول الله تعالى: أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُالبقرة:258.

لقد علم إبراهيم عليه السلام أن النقاش المنطقي لا يصلحُ مع هذا الملك؛ لأنه لا يفرق بين حياة وحياة ولا بين موت وقتل، وأنه لا يفرق بين هذا وهذا. فهو ملك ظالم ولا يؤمن بأي شيءٍ يفعله إبراهيم عليه السلام، فقال له النبي إبراهيم: إن الله تعالى يُخرج الشمس من المشرق، فما رأيك أيّها النمرود أن تُطلعها أنت من المغرب، ولكي تظهر للناس أن لديك المقدرة على أن تفعل ما يفعله الله تعالى، قال تعالى: قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” البقرة:258.

النمرود مع البعوض:

لقد أرسل الله تعالى للملك النمرود بعوضاً له ولجيشه، فأهلك الله تعالى جيشه بهذه البعوضة، فصارت تلك البعوضة تؤذيه في جسمه وصار لا يستطيع النوم إلا بعد أن يُضرب بالحذاء على رأسه؛ من أجل أن يخفّ عنه الألم من شدة قرصة البعوضة، ثم بعدها يخلد للنوم.

إبراهيم عليه السلام مع النمرود والطير:

لقد طلب إبراهيم عليه السلام من ربه طلباً، وهو أن يريه كيف يحيي الموتى، فقال تعالى: ألم تؤمن بي قال إبراهيم: نعم، ولكن من أجل أن يطمئن قلبي، لكن أريد منك كيفية الإحياء؛ لأن إبراهيم أراد أن يصل إلى مرحلة علم اليقين، أي الرؤية بالعين المجردة، فقال تعالى: “رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖالبقرة:260. فأراد الله تعالى أن يريّ إبراهيم كيفية إحياء الموتى، فأمر الله تعالى إبراهيم بأن يأخذ أربعة من الطيور، وقطع هذه الطيور إلى أجزاء وقم بدمج أجزاء هذه الطيور بعضها ببعض، وبعدها اجعل على كل جبلٍ جزء من هذه الأجزاء، أي بمعنى “خذ هذه الأجزاء المخلوطة خذ منها وضع على كل جبل منها جزء”.

ففعل إبراهيم عليه السلام ما أمره به ربه ووزعها على الجبال، ثم بعدها قال تعالى لإبراهيم: ادعوهن يا إبراهيم أي ناديهن، وعندما نادهنّ بأسمائهن ذهب كل جزء إلى طيره وكل الأجزاء عادت إلى أماكنها الصحيحة وعندما اكتملت الطيور وذهب كل جزء إلى وضعه الطبيعي، يقوم الله تعالى بنفخ الروح فيها وترجع طيور كما كانت بالأول، وعادت الطيور إلى عند إبراهيم عليه السلام.

فقال تعالى: قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ البقرة: 260. ثم بعد ذلك صارت الطيور تطير في السماء، وعادت مرة أخرى للنبي إبراهيم عليه السلام.


شارك المقالة: