قصة إبراهيم عليه السلام مع بناء الكعبة:
كان إبراهيم عليه السلام يمرّ أحيانًا على ابنه إسماعيل وأمه هاجر بمكة المكرمة يتفقد أحوالهما فلما قوى ساعد إسماعيل عليه السلام واشتد مَرّ عليه إبراهيم عليه السلام فوجده يرمي، وكان إسماعيل راميًا تعلم الرمي للجهاد في سبيل الله وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول: تعلموا الرمي فإن أباكم أي يقصد إسماعيل كان راميًا.
وفي يوم من الأيام جلس إبراهيم عند ابنه إسماعيل عليه السلام وقال: يا بني إن الله تعالى يأمرني بأمرٍ، فقال له: ما هو يا أبي، قال: إن الله تعالى يأمرني أن أبني في هذا الوادي بيتًا يكون هذا البيت لعبادة الله تعالى وتوحيد الله تعالى، فقال: يا أبي ماذا تريد مني، قال: أريد منك أن تساعدني، فصار إسماعيل يجمع الحجر من الوادي، واحدًا تلو الآخر وإبراهيم الخليل يرفع القواعد ويضع الأساس ويتقن بناءه؛ لأنه بيت لله تعالى.
إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام بنوا بيتًا سيكون له شأن عظيم، وله مكانة عند المسلمين وبين البشر وهو بيت ليس مثله من البيوت وهو أول بيت سيوضع للناس وسيكون له زوار يزورانه في كل سنة، فقال تعالى: “وإذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” البقرة:127.
وهذا البيت كان عند وادي لم يكن حتى الماء فيه ولم يكن فيه شيئًا من الزرع أو الحياة، ففجر الله تعالى فيه نهرًا من الحياة وأطهر ماء ثم بُني فيه أعظم بيت، فقال تعالى: “إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ- فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ” فكان عليه السلام يقف في مكانٍ سمي فيه مقام إبراهيم ليرفع الحجر فوق الحجر؛ لكي يبنيان بيتًا وأثناء بناء هذا البيت كانا يدعوان ربهما أن يتقبل منهما هذا العمل وهو بناء الكعبة: ويقول أيضًا: “وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ”
الانتهاء من بناء الكعبة:
وعند الانتهاء من البناء من البيت بقي حجر واحد، فقال لابنه: يا بني آتني بآخر حجر أضعه في هذا الركن فقد كان في أحد الزوايا حجر ناقص، فقال له أعطني هذا الحجر الناقص، فقال: يا أبي لقد كسلت وتعبت، فقال له يا بني اذهب فذهب إسماعيل بعيدًا فجاء جبريل، وسأله: ماذا تريد يا إبراهيم، قال: أريد حجرًا أضعه في هذا المكان فآتاه جبريل به وضعه إبراهيم الخليل في مكانه وسُمي بالحجر الأسود، فكان الحجر لونه أبيض ولكن تحول وصار أسود من ذنوب الناس، وبعد بناء إبراهيم للبيت جاء الناس إليه وصار يحجون ويطوفون حوله.