ما هي قصة توبة الأمير حميد بن جابر؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف التوبة:

تُعرفُ التوبة في الإسلام بأنها هو الإنابة والرجوع عن فعل الذنوب والمنكرات والمعاصي إلى الله تعالى، فقد أمر الله تعالى جميع عباده بالتوبة، فقد ذكرت في كتابه العزيز، فقال سبحانه وتعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” النور: 31.

فالإنسان مهما اقترف من ذنوب والمعاصي، فإنّه بإمكانه العودة إلى ربه وأن يتوب إليه وأن يخلص في توبته؛ لأنّها هي طريق النجاة وطريقه للوصول إلى جنات ربه، فعن الأغر المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أيّها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوبُ في اليوم إليه مئة مرةٍ”. رواه مسلم.

قصة توبة الأمير حميد بن جابر:

لقد حدثنا إبراهيم بن بشار أنه قال: كنتُ يوماً في الطريق مع إبراهيم “أي ابن أدهم” فجئنا على قبر مسنم، فصار يترحم عليه ويبكي، فسألته قبرُ من هذا، فقال: إنّهُ قبر حميد بن جابر، وهو أمير هذه المدن كلها.

لقد كان حمدان غارقاً في بحار الدنيا، وأخرجهُ الله تعالى منها واستنقذهُ. وقيل أنّه قد سرّ بعض أيامٍ من ملاهي مُلكهِ ودنياهُ وغروره وأنّها فتنتهُ، ومن بعدها نام في مجلسهِ مع من كان يخصهُ ويقربهُ من أهله.

وفي ذات يومٍ شاهدَ رجلاً يقف على رأسه ويحملُ في يده كتاب، فأخذه وفتحهُ، وإذا فيه كتاب مكتوبٌ بالذهب، وفيه كلام رائع مها، لا تؤثرن فانياً على باقٍ، ولا تنغر بملكك وقدرتك وسلطانك وجاهك وعبيدك وخدمك والشهوات والملذات، فالإنسان الذي هو فيه جُسيم لولا أنّه عديم، وهو ملكٌ لولا بعده يهلك ويزول، وهو الفرح والمسرات لولا أنّه لهو وغرور، وأيضاً هو يوم لو كان يوثقُ لهُ بغدٍ، فيجب على كل إنسان المسارعة لأوامر الله تعالى، لأنّه يقول الله سبحانه: “وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ”آل عمران:133.

فقال وهو ينتفضُ فزعاً هذا تنبيه وموعظة من الله عزّ وجل، وخرجَ من ملكه وهو لا يعلم به، وقصد الجبل من أجل أن يتعبد فيه، وعندما بلغتني قصته وحدثتُ بأمره قصدته وسألته، فحدثني ببادئ الأمر من بدايته. ولا زلت أقصده حتى مات ودفن هنا في هذا المكان فهذا هو قبره، عليه رحمة الله.


شارك المقالة: