ما هي قصة توبة ثعلبة بن عبد الرحمن رضي الله عنه؟

اقرأ في هذا المقال


قصة توبة ثعلبة بن عبد الرحمن رضي الله عنه:

لقد روي عن جابرِ بن عبد الله الأنصاري أنهُ قال: كان هناك فتىً دخلَ في الإسلامِ، ويُقالُ له ثعلبة بن عبد الرحمن قال: كان يقوم على خِدمةِ النبي عليه الصلاة والسلام ويخف له. وقام النبي عليه الصلاة والسلام بإرسالهِ في حاجةٍ له، وهو في الطريق، مرّ من جانبِ بيتٍ للرجلٍ من الأنصار، ورأى هناك امرأةً تغتسلُ وخشي أن ينزل الوحي على رسول الله عليه الصلاة والسلام بما فعل، فخرجَ مسرعاً هارباً على وجهه حتى وصلَ جبلاً بين المدينة ومكة ومكثَ فيها.

وصار النبي عليه الصلاة والسلام يبحثُ عنه، فغاب عنه أربعين يوماً، فجاء جبريلُ عليه السلام على النبي عليه الصلاة والسلام، وقال له يا نبي الله! إنّ ربك يُقرئك، ويقولُ لك: هناك رجلٌ من أمتكَ يمكثُ بين هذهِ الجبال يتعوذُ بي. فقال عليه الصلاةُ والسلام: يا عمر، ويا سلمان! اذهبا واجلِبا لي ثعلبة بن عبد الرحمن.

فخرجوا من أطراف المدينة، ووجدا راعياً من رُعاةِ المدينةِ يُقالُ له “ذفافة” فسأله عمر: هل تعرفُ شاباً بين هذه الجبالِ، يُقالُ له ثعلبة؟ قال: لعلكَ تُريدُ الهارب من جهنم، فقال له: وما يُدريك بأنّهُ هارب من جهنم؟ قال: لأنّه إذا حان جوفُ الليلِ خرجَ علينا من بين هذهِ الجبال، وهو يضعُ يدهُ فوق رأسهِ وهو يقولُ له: يا ليتكَ قبضتَ روحي في الأرواحِ، وجسدي في الأجسادِ، ولم تُجردني لفصلِ القضاء، قال: فعدى عليهِ عُمر واحتضنهُ، فقال: يا عُمر، هل عرفَ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بذنبي، قال: ليس لي عِلم، إلّا أنّهُ ذكرك بالأمس، فأرسلني وأرسلَ سلمان لكي نُحضرك، قال: يا عُمر: لا تُدخلني عليهِ إلّا وهو في الصلاة. فابتدر عمر وسلمان الصف، فعندما سَمعَ ثعلبة قراءة النبي عليه الصلاة والسلام، خرّ مَغشياً.

وعندما سَمع النبي عليه الصلاة والسلام قال: يا عُمر! ويا سلمان!، ما الذي فعلهُ ثعلبة، قالا: ها هو يا رسول الله، فنهضَ النبي عليه الصلاة والسلام فحركهُ فانتبه، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ما الأمر الذي دعاك تغيبُ عني، قال: هو ذنبي يا رسول الله، قال: هل أرشُدك على آيةٍ تمحو الذنوب والخطايا، قال: بلى، يا رسول الله! قال: قُل: “وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” البقرة:201.

فقال له: ذنبي يا رسول الله، أعظم، قال: بل كلامُ الله أعظم” وبعدها أمرهُ بالخروجِ من منزلهِ، ومرضَ ثمانِية أيام، ثم بعدها أتى سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: هل لك حاجةً في ثعلبة، فإنّه قد هلك ومرض، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: هيا نذهب إليه.

ودخلَ النبيّ عليه وقام بوضعِ رأسهِ على حِجره، فأزاحَ رأسهُ عن النبي عليه الصلاة والسلام، وقال له: لماذا أزحتَ رأسك عن حِجري، قال: لأنّهُ يفيضُ من الذنوب، قال: هل تشتكي شيء؟ قال: هناك شيءٌ يُشبهُ دبيب النملِ بين عظمي ولحمي وجلدي، قال: ما الذي في خاطرك، أشتهي مغفرةُ ربي، فنزل جبريل عليهِ السلام، وقال: يا محمد!  إنّ ربّك يُقرئك السلام ويقولُ لك: لو لاقاني عبدي بِقرابِ الأرضِ خطيئةَ، للقيتهُ بمغفرةٍ. قال: فأعلمهُ النبي عليه الصلاة والسلام، وبعدها صاحَ صيحةً وانتقل إلى جوارِ ربهِ.

وبعدها أمرَ النبي عليه الصلاة والسلام بأن يُغسَّل ويُكفن، فلما صلّى عليه، جعلَ يَمشي على أطرافِ أصابعهِ، فعندما دفنهُ، قيل له: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا رأيناكَ تسيرُ على أطرافِ أصابعك، قال: والذي بعثني بالحقِ نبياً ورسولاً، لم أستطع أن أضع قدمي على الأرض من كثرةِ الملائكةِ التي نزلت لكي تُشيعهُ.


شارك المقالة: