ما هي قصة توبة عبد الله بن مرزوق؟

اقرأ في هذا المقال


التعريف بعبد الله بن مرزوق:

يُعرفُ عبد الله بن مرزوق بأنه كان خطيباً، وأطلق عليه لقب شمس الدين، وأيضاً بالرئيس، عاش في بلد تسمى تلمسان، وأتم نشأته فيها، وبعدها قام بالسفر مع أبيه إلى المشرق، وقد كان يُحسن الطلب وكان باهراً في الرواية، وكان أيضاً يكتبُ الخطين بجدارة، وبعدها بفترة من الزمن انتقل إلى بلاد المغرب، وكان السلطان أبو الحسن المريني قد شيد جامع العباد بتلمسان، فكان عمه خطيباً بذلك الجامع، فعندما انتقل عمه إلى جوار ربه، قام السلطان بتعيينه خطيباً في ذلك المسجد محلّ عمه.

وفي ذات يوم سمعهُ السلطان يخطب في الجامع ويُثني عليه ويمدح بذكره، فأحبه السلطان، وجعله من المقربين إليه، مع أنه كان يلازم مجلس الشيخين ابني الإمام. وكان يجالس الأكابر ويأخذ عنهم من علمهم، وكان السلطان كل يومٍ يرفع من شأنه وعِزه ويُرقيه إلى أعلى المراتب.

قصة توبة عبد الله بن مرزوق:

لقد روي عن أبي سعيد بأن بن مرزوق كان يُرافق المهدي في تلك الدنيا الواسعة، وفي ذات يومٍ قام باللهو واللعب والشرب، ونسي أن يُصلي فروضهُ وهي: الظهر والعصر والمغرب، وبالرغم من ذلك، عنده جاريةً كانت تمكثُ عنده، فعندما اقترب وقت صلاة العِشاء، أحضرت الجارية جمرةً وقامت بوضعها على قدمهِ، فتضايق وغضب منها وقال لها: ما هذا؟ فأجابتهُ إنها جمرةٌ من النار التي في الدنيا، فماذا ستفعل بنار الآخرة، فصار يبكي بكاءً شديداً وترك كل شيءٍ ونهض إلى الصلاة.

فحزّ في نفسه وفكر فيما قالتهُ الجارية له، فلم يعلم بشيءٍ ينجيه مما هو فيه إلا أن يُفارق ما هو فيه من المال الذي يملكهُ، فأول شيء فعلهُ أنه أعتق جواريه، وحلل من معامليه، وقام بالتصدّق بما بقي معه من المال، حتى أصبح يبيعُ البقل في السوق، وقامت الجارية بمتابعتهِ على ذلك.

وفي ذاتَ يوم أتى عليه سفيان بن عيينة وفضيل بنُ عياض، فوجدوا تحت رأسه لِبنةً، ولا يوجد تحت جسدهِ شيء، فقال له سفيان: إنهُ لا يدعُ الله أيّ أحد بأي شيءٍ، إلا أبدلهُ الله منه شيئاً أفضل منه، فما هو عوضك أنت مما تركته له؟ فأجابه بن مرزوق؟ أنني رضيت بكل ما أنا فيه.


شارك المقالة: