ما هي قصة توبة لص من بني إسرائيل و توبة ثلاث بنات من البغايا وغواة قرية؟

اقرأ في هذا المقال


قصة توبة لص من بني إسرائيل:

لقد روي عن وَهيب بنُ الورد، قال: وصَلنا  بأنّ عيسى عليه السلام ومعهُ رجلٌ من بني إسرائيل مرّوا من حواريه، وإذ هناك لصٌ في قلعة لهُ، فحينما رآهما اللص، دبّ الله التوبة في قلبهِ، وقال بنفسهِ: إنّ هذا عيسى روحُ الله وكلمتهُ وهو ابن مريم، وهذا حواريه، فسأله من أنت يا فتى؟ لصّ بني إسرائيل، الذي قطعتَ الطريق، وأنتَ من أخذَ الأموال، وأنت من سفكتَ الدِماءِ، ثم بعدها هَبطَ تائباً ونائباً على ما وقعَ منهُ من أعمال، وعندما لحقهما، قال بينهُ وبين نفسهِ، أريد أن أسير معهما، وأنا لستُ أهلٌ لذلك، ولكنّي سأسيرُ خلفهما، كما يسيرُ الخطاءُ المذنبُ مثلي أنا.

وعندا سار التفتَ إليهِ الحواري وتعرفَ عليه، فقال لنفسهِ، إنّ هذا الشقّي الخبيث يمشي وراءنا، قال: إنّ الله تعالى نظرَ على ما في قلبهما من توبةٍ وندامةٍ، وأيضاً من ازدراء الحواري، وتفضيلهُ نفسهُ عليه.

وبعدها أوحى الله تعالى إلى نبيهِ عيسى عليه السلام أنّ أُمرّ الحَواري ولصُّ بني إسرائيل على أن يَبدآنِ عُملهما، فاللصّ فقد غفرتُ له ما قدّ سلفَ؛ وذلك لندامتهِ وتوبتهِ، وأمّا الحواري، فعملهُ قد أُحبط؛ وذلك لإعجابهِ بنفسهِ وازدرائهُ هذا التواب.

 توبة ثلاث بنات من البغايا وغواة قرية:

لقد حَدثني حسنُ أبو جعفر، قال: إنّ لُقمانَ الحبشي كانَ عبداً لرجلٍ، وجاءَ به إلى السوقِ لكي يَبيعهُ، فقال: كُلّما أقبلَ شخصاً لكي يشتريه قال له لقمان: ماذا تفعل بي، فيقولُ له: سأفعلُ كذا وكذا، فقال له: حاجتي إليك بأن لا تشتريني، حتى أقبلَ رجلاً فقال: ماذا ستفعلُ بي، قال: سأدعك تعملُ بواباً على بابي، قال: فعليك شرائي، وقام بشرائهِ وذهبَ به إلى بيتهِ.

وقيلَ: أنّهُ كان لمولاهُ بناتٌ ثلاث يَبغينَ في القريةِ، وأرادَ أنّ يخرج إلى ضيعةٍ له، وقال له: إنّي قد أدخلتُ إليهنّ أكلهنّ وما يحتجنّ إليهِ، وإنّ حرجت، فعليك أنّ تُغلق البابَ واجلس من خَلفهِ، ولا تفتحهُ حتى آتي عليك.

وقد قيل: أنّه نادينهُ وقلن له: أرجوا أن تفتح الباب، ولكنّهُ لم يقبل، فأسرعن إليه وشَجعنه، وبعدها غسلَ الدمّ وجلس، وحينما آتى سيدهُ لم يَقُل له ما حدث، وبعدها عادَ مولاه وخرجَ مرةً أخرى، وقال للعبدِ إنّي أدخلت لهنّ جميعُ ما يحتجنَ إليه فلا تفتح الباب، وعادَ أيضاً وسألنه بأن يفتح الباب لهنّ، ولم يرضَ، فجربن مرةً أخرى وشجعنهُ ورجعن، وجلسَ وحينما أتى مولاهُ أيضاً لم يُخبرهُ بما حصل.

فخرجت الفتاةُ الكبيرة وقالت: ما بالُ العبد الحبشي أولى بعبادةِ ربه مني، والله لأتوبنَّ إلى الله، فقيل أنّها تابت، أمّا الصغرى فقالت: ما بالُ هذا العبدُ الحبشي، وهذهِ الكُبرى هي أولى بطاعةِ ربه مني، فقالت والله لأتوبنَّ إلى الله، وقيل: أنّها تابت، أمّا الوُسطى، فقالت مالِ هذهِ الفتيات وهذا العبدُ أولى بطاعة الله تعالى مني، فقالت: والله لأتوبنَّ إلى ربي، فقيل: أنّها تابت، فقالوا غُواةُ القريةِ؟ ما بالُ هذا العبدِ الحبشي وفتياتُ فُلان أولى بطاعةِ اللهِ منّا؟ فتابوا إلى ربهم وصاروا عوابد القريةِ.


شارك المقالة: