ما هي قصة صاحب الجرة؟

اقرأ في هذا المقال


قصة صاحب الجرة:

إن قصة صاحب الجرة رواها النبي عليه الصلاة والسلام في زمنٍ من الأزمان عن رجل خيّرٍ وصالح وتقيّ أراد أن يشتري عِقارًا لنفسه، فذهب إلى رجلٍ عنده أرض ومزرعة كبيرة واشتراها منه، ومع مرور الأيام صار هذا الرجل الصالح يحرث الأرض ويحفر ويبني فيها ويجدد فيها. فلما بدأ العمل والحفر في تلك المزرعة، ووقع الفأس والمعول في صندوق، فظل يحفر حتى أخرج الصندوق من جوف الأرض وإذا هو مليء بالذهب والفضة والمجوهرات والأموال، ولم يره أحد ولم يعلم عن ذلك الكنز أحد سوى الله تعالى، فقال في كتابه العزيز: “أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ” العلق:14.

ردة فعل الرجل الصالح عند رؤيته الصندوق وماذا فعل به:

لقد كان الرجل صالحاً وورعًا ويخاف الله ولا يريد شبهة ولا شك في ماله وكنزه، فقد أخذه وذهب به إلى صاحب الأرض، فلما وصله سلم عليه ودخل عليه وقال له: إنّ هذا الكنز لك، فسأله صاحب الأرض؟ ماذا تقول أي كنز هذا، فقال له الرجل الصالح: لقد حفرت الأرض التي بعتني إياها ووجدته داخل الأرض، فردّ صاحب الأرض وقال: لا إنه ليس من حقي؛ لأني بعتك الأرض وما فيها، والرجل الصالح يقول: أن اشتريت الأرض ولم أشتري ما فيها، فاختلفا وذهبا إلى القاضي من أجل أن يفك اختلافهما.

فنادى القاضي كلًا منهما وبدأ يستمع إلى كلامهما، فسأل القاضي الرجل الصالح وقال له: هل لك أولاد أو بنات، فقال له: نعم عندي بنت واحدة، فعاد وسأل الرجل الذي باع الأرض؟ هل لديك أولاد، فأجابه نعم، عندي ولد واحد، فقال لهم القاضي: ما رأيكما أن تزوجا كل واحد منكم ابنته لابن الآخر وأن تنفقوا عليهما هذا الكنز ويعيشان منه ويُكوّنان أنفسهم منه.

فقبل كل منهما حلّ القاضي وزوج الرجل الصالح ابنته لابن صاحب الأرض وعاشا حياةً مباركة بنية أهلهما، فعزة نفسهما منعتهما أن يأخذ كل واحد منهم الكنز لنفسه. فالنبي حينما روى هذه القصة بيّن بأن هناك أمة وأناس في قلوبهم خوف من الله، وأنهم لا يرضون ولا بفلس واحد أن يدخل إلى بيوتهم أو يُطعمون به أولادهم، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: “الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يأتونها أبدًا”.


شارك المقالة: