اقرأ في هذا المقال
- قصة عمار بن ياسر مع الإكراه على الكفر
- موقف النبي صلى الله عليه وسلم من عمار بن ياسر بعدما اخذ برخصة التقية
قصة عمار بن ياسر مع الإكراه على الكفر:
قال الله تعالى: “مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ” في هذه الآية جملة من الشرط، تأخر جوابها حتى آخر الآية لكي نتوقف عند تفصيل الكفر، فإما أن يكون إكراه لا يكون للإنسان قرار فيه، ويقوم أحدهم بإجباره على كلمة الكفر في حين يكون قلبه مطمئن بالإيمان، فقال تعالى: “مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ” النحل:106. وبعدها توقف القرآن الكريم ليدلّنا على أنه لا شيء عليه ولا بأس أن يأخذ المؤمن بوقاية نفسه فهي تعد رخصة تقوم بوقاية الإنسان من مسببات الهلاك في مثل هذه الأحوال.
وفي تاريخ الإسلام حدثت نماذج عديدة أخذت بهذه الرخصة ونطقت بكلمات الكفر على لسانها ولكن هي مطمئنة بالإيمان في قلبها. ففي الحديث الشريف: “رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه”.
يُذكر أن ياسر أبا عمار وزوجهُ سمية أول شهيدين في الإسلام، فكيف استشهدا؟ كانا من المسلمين الأوائل، وتعرضوا لكثير من التعذيب حتى عرض عليهم الكفار النطق بكلمة الكفر مقابل العفو عنهما، والذي حدث لهذين الشهيدين هو أنهما أعلنا الحق وأصرا على الإيمان بالله تعالى حتى نالا الشهادة في سبيل ربهم وأنهم لم يأخذوا برخصة التقية.
موقف النبي صلى الله عليه وسلم من عمار بن ياسر بعدما اخذ برخصة التقية:
فقد كان ابنهما عمار هو أول من أخذ برخصة التقية عندما تعرض للتعذيب من قبل المشركين. فقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن عمار بن ياسر كفر، فأنكر عليه الصلاة والسلام هذا وقال: “إن إيمان عمار من مفرق رأسه حتى قدمه وإن الإيمان في عمار قد اختلط بلحمه ودمه” أخرجه الطبري.
فعندما جاء عمار أقبل على النبي عليه الصلاة والسلام وهو يبكي بكاء شديد، ثم قصّ عليه بما لحقه من عذاب المشركين له، وقال: والله يا رسول الله ما تخلصت من يديهم إلا حين شتمتك وذكرت آلهتهم بخير، فما كان من النبي عليه الصلاة والسلام إلا أنه قام بسمح دموع عمار بيده الطاهرة وقال له: “فإن عادوا إليك فقل لهم ما قلت” أخرجه ابن سعد.
فقد أثارت هذه الرخصة العديد من الصحابة، وقاموا بمراجعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له: فما بال بلال؟ فقال: عمار استعمل رخصة وبلال صدع بالحق. ولا بدّ بأن هاتين منزلتان في مواجهة الباطل وأهله وأن الجهر بالحق والصبر على الابتلاء هو أعلى منزلة وهي أيضًا أفضل درجة من الاستعانة بالرخصة؛ لأن الأول آمن بقلبه ولسانه والآخر آمن بقلبه فقط وتكلم لسانه بالكفر.