اقرأ في هذا المقال
تنوعت الأحداث التي حصلت مع الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، حيث أنَّنا في هذا المقال نتناول قصة عمرة الأنصارية التي كانت تلميذة لدى السيدة عائشة زوجة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ما هي قصة عمرة الأنصارية تلميذة السيدة عائشة أم المؤمنين
كان السبب الرئيس وراء تخزين الكمّ الضخم من السنة النبوية لدى عمرة الأنصارية هو قربها من السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
يعتبر جد الصحابة عمرة الأنصارية من أوائل الصحابة الأنصاريين، وهي عمرة بنت عبدالرحمن بن سعد بن زرارة، أحد الأنصاريات النجارية وكذلك المدنية، العالمة والفقيهة أيضاً، حيث أنَّها ولدت في زمن خالفة الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهذا في حوالي عام تسعة وعشرين للهجرة، كما وأنَّها أحد الصحابيات التي تربت في حجر السيدة عائشة رضي الله عنها، ويُذكر بأنَّها تعلمت من السيدة عائشة حيث سيدنا محمد صلَّ الله عليه وسلَّم، كما وأنَّها قد كبرت عند السيدة عائشة والتي عمدت لأن تضمها مع إخوتها وأخواتها وهذا بعدما توفى والدهم.
وهي رضي الله عنها قد ترعرعت ونشأت في بيت التقوى وكذلك العِلم، فلا عجب أن تقتبس عمرة الأنصارية من صفات وفضائل وصفات السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، إلى جانب أنَّه لا عجب أيضاً أن تصبح عمرة الأنصارية عالمة المدينة وفقيهتها وهذا في عصرها آنذاك.
وتعتبر عمرة الأنصارية من أهل الخبرة وهذا فيما يخص رواية الحديث النبوي الشريف؛ وهذا بسبب ما وهبها الله تعالى من تلك الذاكرة القوية، وأغلب الأحاديث التي روتها عمرة الأنصارية كانت عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
وقام القاسم بن محمد بسؤال أحد فقهاء المدينة السبعة الإمام الزهري “بمعنى كلامه” عن أنَّه يراه يحرص على العِلم، ويقول له أيضاً بهل أدُّلك على مصدر هذا العِلم؟ فقال له: عليك بعمرة الأنصارية بنت عبدالرحمن؛ وقال له أيضاً أنَّها كانت في حجر السيدة عائشة أم المؤمنين، فقال الزهري: “فأتيتها فوجدتها بحراً من العلم”.
كما وأنَّ الإمام المُحدث “سفيان بن عيينة”، قد شهد لها أيضاً بالعِلم فقال آنذاك: “أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعروة بن الزبير، وعمرة بنت عبدالرحمن”.
قصة عمرة الأنصارية وحمل هم الدعوة
نقل الإمام المِزّي وابن كثير في كتابيهما فيما نصه “وكتبتْ إلى الحسين” كانت عمرة بنت عبد الرحمن تُعظّم عليه وتؤاخذه على ما يريد أن يصنع، وتأمره بالطاعة وأن يلزم الجماعة، وتخبره أنه إنما يُساق إلى مصرعه، وتقول:
“أشهد لَحَدَّثتني عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يُقتل حسين بأرض بابل”؛ فلما قرأ كتابها قال: “فلا بد لي إذن مِن مصرعي”.