ما هي قصة قوم يس عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


قصة قوم يس عليه السلام:

وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَإِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَقَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ – اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ – وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ – أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ – إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ – إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ – قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ – بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ – وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ – إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ” يس: 11-29.
لقد اشتهر عن كثير من السلف والخلف، بأن هذه القرية تُدعى“أنطاكيةَ” رواه ابن إسحاق فيما بلغه. عن ابن عباس وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، وأيضاً روى عن بريدة بن الخصيب وعكرمة وقتادة والزهري وغيرهم. وقال ابن اسحاق فيمن سبقه عن ابن عباس وكعب ووهب: إنهم قالوا: وكان لهم ملكٌ اسمه أنطيخس بن أنطيخس وكان يعبد الأصنام، فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل وهم صادق ومصدوق وسلوم، فكذبهم.
وهذا ظاهر أنهم رسلٌ من الله عزّ وجل وزعم قتادة أنهم كانوا رسلاً من المسيح، وكذلك قال ابن جرير، عن وهب، عن ابن سليمان، عن شعيب الجبائي: كان اسم المرسلين الأولين: شمعون، ويوحنّا، واسم الثالث بولس، والقرية أنطاكية. إنّ هذا القول ضعيف جداً؛ لأن أهل أنطاكية لما بعث إليهم المسيح ثلاثة من الحواريين كانوا أول مدينةٍ آمنت بالمسيح في ذلك الوقت، والقدس والأسكندرية، ورومية، ثم بعدها القسطنطينية ولم يهلكوا. وأهل هذا القرية المذكورة في القرآن أهلكوا. كما قال في آخر قصتها بعد قتلهم صديق المرسلين: فقال تعالى: “إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَاخامدِون” ولكن إن كانت الرسل الثلاثة المذكورين في القرآن، بعثوا إلى أنطاكية قديماً، فكذبوهم وأهلكهم الله، ثم عمرت بعد ذلك، فلما كان في زمن المسيح آمنوا برسله إليهم، فلا يمنع هذا.
أما القول بأن المذكورة في القرآن، هي قصة أصحب المسيح، فضعيفٌ لما تقدم؛ ولأن ظاهر سياق القرآن يقتضي أن هؤلاء الرسل عن عند الله، فقال الله تعالى: “واضرب لهم مثلاً” أي بمعنى لقومك يا محمد، “أصحاب القرية” يعني المدينة. قال المفسرون: بعث الله إليه جبريل عليه السلام، فأخذ بعضادتي الباب الذي لبلدهم، ثم صاح بهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون، أي أنها أخمدت أصواتهم وسكنت حركاتهم ولم يبق منهم عين تطرف.
وهذا كله يدل على أن القرية ليس أنطاكية؛ لأن هؤلاء أهلكوا بتكذيبهم رسل الله إليهم، وأهل أنطاكية آمنوا واتبعوا رُسل المسيح من الحواريين إليهم؛ لهذا قيل إن أنطاكية أول مدينة آمنت بالمسيح.


شارك المقالة: