اقرأ في هذا المقال
قصة محاجة آدم وموسى عليهما السلام
إن قصة آدم وموسى عليهما السلام هي قصة لم تُبلغ إلا من قبل الوحي؛ لأنها تكلمت عن لقاء لم يكن له مثيل، فعندما حصل هذا اللقاء كان بناءً على رغبة من موسى عليه السلام وطلبه، ولا نعلم كيف تم، ولكن نوقن ونؤمن بحدوثه؛ وذلك تصديقًا لخبر النبي عليه الصلاة والسلام.
فقد حصل مثل ذلك اللقاء من قبل، حينما التقى النبي عليه الصلاة والسلام بالأنبياء في رحلة الإسراء وعندما صلّى بهم إمامًا في المسجد الأقصى ولما تكلموا مع بعضهم عند عروجه عليه الصلاة والسلام إلى السماوات العلا.
إن هدف موسى عليه السلام من هذا اللقاء، هو محاورة آدم وتأنيبه؛ من أجل إخراج ذريته ونفسه من الجنة جراء الذنب الذي اقترفه، لكن آدم عليه السلام قام بتقديم حجة أسكتت موسى عليه السلام، فشهد النبي عليه الصلاة والسلام لآدم بأنه حاجج موسى عليه السلام.
الدليل على محاجة آدم وموسى عليه السلام من السنة النبوية
قد كان الدليل على ذلك هو ما رواه البخاري في صحيحهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجّ آدم وموسى عليهما السلام عند ربهما، فحجّ آدم موسى، فقال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته وأسكنك في جنته، ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض؟ فقال آدم عليه السلام: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه وأعطاك الألواح فيها تبيانُ كل شيء وقربك نجيًا، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟ فقال موسى: بأربعين عامًا. قال آدم: فهل وجدت فيها قوله تعالى: “وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ” طه:121. قال: نعم. قال: أتلومني على أن عملت عملًا كتبه الله عليّ أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحجّ آدم موسى”. رواه مسلم
العبر والفوائد المستفادة من الحديث الشريف
إن الفوائد التي بينها الحديث الشريف هي ما يلي:
1– إجازة المحاورة بين الصالحين فيما أشكل عليهم، مثل تحاور آدم وموسى عليه السلام، فعلى كل من تحاور مع الآخر عليه أن يخضع للحق إذا تبيّن له بعدما كان مخفيًا؛ وذلك كما خضع موسى لحجة آدم عليه السلام.
2– يتوجب الإيمان بالغيب الصادق، فالله تعالى مدح المؤمنين بإيمانهم بالغيب، ومن أمور الغيب هو ما أخبرنا به النبي عليه الصلاة والسلام من خلال الحوار الذي حدث بين آدم وموسى عليه السلام.
3- إن الأجدر بالمتحاورين بأن يعرف كل واحد منهم فضل الذي يحاوره، فموسى وآدم عليهما السلام ذكرا فضل كل منهما.
4– إظهار الفضائل التي اختص الله بها آدم عليه السلام، فقد خلقه الله بيده وأسجَد له ملائكته وأسكنه جنته وخص موسى عليه السلام برسالته وكلامه وأعطاه الألواح التي فيها بيان لكل شيء وأنه قربه نجيًا، وكل هذه الفضائل ورد لها نصوص في كتاب الله تعالى.