ما هي قصة موسى عليه السلام مع السامري وصناعة العجل؟

اقرأ في هذا المقال


قصة موسى عليه السلام مع السامري وصناعة العجل:

لقد سأل موسى عليه السلام السامري عن صناعة العجل فقال له: “قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّقَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي” طه:95، 96. كلمة: ما خطبك، تقال في الحدث المهم، وهو الحدث الجلل الذي يُصلح؛ لأن تقال فيه: خطب، ولذلك وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى في سورة “يوسف”: “قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ” يوسف:51. إذن الخطب: هو الأمر الجلل المهم الذي لا يصح أن نمرّ عليه مروراً عابراً، بل يقال فيه كلام يصل إلى درجة الخطب.
لما سأل السامري ردّ عليه بقوله: “بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ” يقول لموسى: أنا رأيت بعلمي، وأن هذا شيءٌ لم يعرفه القوم، فاجتهاده قادهُ إلى جمع الحُلي، وعمل العجل والعكوف عليه؛ لأنه رأى قومه طلبوا من موسى عليه السلام أنّ يجعل لهم إلهاً مثل القوم الذين مروا عليهم، وهم عاكفون على أصنام لهم.
ومعنى: “قبضت قبضةً من أثر الرسول” قبض على الشيء: أي أخذه بجمع يده وقوله تعالى: “من أثر الرسول“، روى عنه العلماء رواياتٌ متعددة، فقالوا: إنّ السامري لمّا كان جبريل يتعهدهُ، وكان يأتيه على جواد، فلاحظ أن الجواد كلما مرّ بحافره على شيء اخضّر مكان الحافر، أي دبت الحياه في مكان الحافر، وهذا قول الذين قالوا: إن العِجل كان عجلاً حقيقياً وله صوت حقيقي، وليس بمرور الهواء يحدث منه صوت الخوار. ولكن العلماء الآخرين قالوا كلاماً غير هذا، فقالوا: إنّ معنى “فقضبت قبضةً من أثر الرسول” فالرسول كما نعلم أنه المبلغ لشرع الله، وهو حامل المنهج المكلف به، فالرسول هنا هو موسى عليه السلام؛ لأن بني إسرائيل لم يروا جبريل، بل ولم يسمعوا عنهم، ولكنهم سمعوا من موسى عليه السلام فهو الذي بلغهم أمر الله ومنهجه.
ومعنى: “فنبذتها” أي أبعدتها عن مخيلتي، وتركت لنفسي العنان في أن تفكر أي فكير، بدليل انه قال بعدها، “وكذلك سولت لي نفسي” ومعنى سولت له نفسه، أي أنها دفعتهُ للمعصية بأن يأخذ شيئاً من أثر الرسول، ووحيه الذي جاء به من الله، وينبذها عن منهجه، وبعد ذلك يسير بمحض فكره ومحض اختياره، ولذلك لا يُقال: سولت لي نفس الطاعة، ولكن دائماً يُقال سولت لي المعصية.

من هو السامري الذي أضل قوم موسى عليه السلام؟

فالسامريُ هو من بني اسرائيل: وجاء الكلام عن السامرى فى قصة موسى عليه السلام فى القرآن الكريم فى ثلاثة مواضعٍ فى سورة طه، تفيد أنهُ أضل بنى إسرائيل بعد أن وصلوا إلى سيناء وذهب موسى لميقاتِ ربه ليناجيه، حيث صنع لهم عجلاً جسداً له خُوار، فقال “هذا إلهكم وإله موسى” ولما سأله عما فعله قال: “بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسى” طه : 96. فرد عليه موسى عليه السلام كما حكاه القرآن الكريم فى الآيات التالية، : “قال فاذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه فى اليم نسفا” طه : 97 .

ماذا فعل موسى عليه السلام مع السامري؟

قال الله تعالى: “قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا” طه:97.
قال موسى عليه السلام للسامري: جزاءك أنّ تذهب وأن يكون قولك الذي يجري على لسانك دائماً “لا مساس” والمساسُ: هو اللمس ولك السؤال هو: لماذا فعل السامري ذلك؟ لقد فعل ذلك حتى يكون له سلطةً زمنية واتباع، لأنك تجد دائماً الذين يفترون الكذب، ويدعون أن لهم مهمةٌ ورسالة، والذين يدعون النبوة هدفهم من ذلك هو السلطة الزمنية وهذه تجعل الواحد منهم يتحللُ دائماً من منهج الحق ويُسهل التكاليف على الناس؛ لأنه لو جاء بتشديد على الناس سينصرفون عنه، ولكن إذا سهل لهم الامور، وأسقط عنهم بعض التكاليف، فسيتبعهُ كثيراً من الناس ضُعاف النفوس.
وقال موسى للسامري عقوبتك أن تنفي من المجتمع الذي كن تريد فيه عزاً وسيطرة ومركزاً واتباعاً، ثم إنك ستتبرى من هذا المجتمع، وتقول: إياكم أن يقترب أحدكم إليّ؛ لأنكم سبب البلاء الذي حلّ بي.


المصدر: كتاب أطلس تاريخ الأنبياء، تأليف سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوثكتاب قصص الأنبياء تأليف الكاتب محمد متولي الشعراوي.كتاب قصص الأنبياء، تأليف الطيب النجار.كتاب قصص الأنبياء، للحافظ ابن كثير.كتاب موسى عليه السلام، تأليف هارون يحيى.كتاب قصص الأنبياء، تأليف عبد القادر شيبة الحمد.


شارك المقالة: