ما هي قصة نبي الله شعيا بن أمصيا؟

اقرأ في هذا المقال


قصة شعيا بن أمصيا:

لقد ولد شعيا عليه السلام عام 760 قبل الميلاد في مكانٍ يُدعى أورشليم ومعنى اسمهُ يدل على نبوته وهو يعنى “الله يخلص”؛ لأنه إن كان الله سيسمحُ بالسبى لشعبهِ لتكاثرة خطاياهم، لكنه يُخلصهم ويعيدهم من السبي. وكان اسم شعيا يتسمى به الكثيرون من شعب الله في هذا الوقت.
ويُسمى أبوهُ أموص، فقد قال التقليد اليهودي أنه كان نبيّاً، ونُضيفُ إلى ذلك بأنه كان أخو أمصيا ملكُ يهوذا، وبهذا يكون الملك أمصيا عمُ شعيا، ويعني هذا أن إشعياء كان من حقه أن يدخل القصر الملكي وأن يختلطَ بالموجودين فيه، وبالتالي معرفة أسرار القصر، فتكلم فى نبوته عن الأخطاء الموجودة به ودعا الكل للتوبة؟ ليرحمهم الله.

مناداة شعيا شعبه بالتوبة إلى الله:

عندما بلغ أشعياء عليه السلام الستة والثلاثين من عمرهِ، مات يوثام وملكٌ بعده ابنه أحاز على مملكة يهوذا، وكان أحاز شريراً في تصرفته وتعامله، فترك عبادة الأوثان تنتشر فى مملكتهِ. وخاف من اتفاق وتحالف ملك آرام مع ملكِ إسرائيل ضده، وبدلاً من أن يتمسك بالله، ذهب وتحالف مع ملك أشور، فأرسل الله تعالى له “شعيا” ليوبخه، خاصةً وأنه كان قد صنع مذبحاً وثنياً داخل الهيكل، بدلاً من مذبح المحرقة الذي أوصى به الله. ودعاه شعيا أن يطلب من الله ويتكل عليه، فرفض واستمر متحالفاً مع ملك أشور ضد أوامر الله. فقال له شعيا إن الله قادر أن يصنع معجزات مع شعبه، إن توكل عليه، وأخبره أيضاً بما سيحدث فى ملء الزمان بتجسد المسيح من عذراء، وهذه معجزة لا مثيل لها.
وبالإضافةِ إلى مناداة شعيا شعبه فى مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل بالتوبة، فقد نادى سائر الأمم أيضاً بأن ترجع لله تعالى؛ لأن الله تعالى هو خالق كلّ شيءٍ.
وحينما بلغّ بلغ شعيا من العمر خمسين عاماً، فقد حدث أمراً مؤسف جداً، وهو أن هجمت مملكة أشور على مملكة إسرائيل واستولت عليها على ثلاثة مراحل، وأخذت شعبها وفرقته بين شعوب الأمم؛ لتلغي قوميتهم وجلبت شعوب الأمم وأسكنتهم مكانهم. وهكذا تحولت أرض إسرائيل إلى عبادة الأوثان، فغضب الله وهجمت السباع على الأمم الساكنة مكان مملكة إسرائيل، فخافوا جميعاً من إله إسرائيل.
وبعد سبى مملكة إسرائيل وكلُ ما تسبب فيه من حُزنٍ لشعيا، فقد أراد الله أن يُفرح قلبه، إذ أنهُ بعد سنتين عندما بلغ من العمر أثنين وخمسين عاماً تملك حزقيا الملك على مملكة يهوذا. ورغم أن أبوه أحاز كان يعبد الأوثان ولكن حزقيا اهتم منذ تملكه بعبادة الله فى هيكلهِ؛ ذلك لأن حزقيا تتلمذ على يد شعيا، فأحب الله وعبادته. فاهتم حزقيا بترميم الهيكل وفتح أبوابهُ للعبادة وجمع الكهنة واللاويين للاهتمام بخدمة الهيكل، وبالإضافة إلى إزالة أشكال العبادة الوثنية فى مملكته. فكلُ تلك الأمور أدخلت الفرح إلى قلب شعيا، واستمر حزقيا مطيعاً لشعيا.
إنّ الملكُ حزقيا تعرضَ إلى الهجوم من قِبل جيوش الآشوريين وكان ذلك بقيادة “الملك الآشوري سنحاريب”، وهو الذي أرسل رسائل تهديد إلى حزقيا، فوضعها حزقيا فى بيت الرب وطلب وتذلل أمامه. فأرسل الله أشعياء وطمأنه. وفى هذه الليلة أرسل الله ملاكه وقتل 185000 من جيش سنحاريب وهرب الباقون.

نسب شيعيا بن أمصيا:

لن نعرف عن نسب النبي أشعياء عليه السلام أي شيءٍ، فكل ما جاء في العهد القديم من نسبه هو أن اسمُ أبيه “آموص” وهو أبٌ مغمور، لم يحفظ له التاريخ أيّ ذكراً، ولكننا نستطيع أن نستنتج نُبل مولد النبي شعيا بن آموص من قرائن أخرى؛ فقد كان يخاطب الملوك مخاطبة الأنداد، وكان الملك آحاز يعرف ابن النبي شعيا معرفة شخصية، ويعهد إليه ببعض أمور المملكة وكان اسم ابنه “شآر يا شوب” ومعناها بالعبرية “البقية تعود”، ومن المُتعارف عليه أنه مهما تمرد الشعب على ربه، وخرج عن طاعته، فإن بقية من هذا الشعب الضال ستعود إلى الله، وتتوب إليه، وتعرف طريقها نحوه، كما أن كثيرًا من عظماء الدولة كانوا يستشيرون النبي أشعياء ويتلقون نصيحته، وكثير من سفراء الدول المجاورة ليهوذا كانوا يسعون إلى لقائه، ويتفاهمون معه في شؤون الدولة، وكان أشعياء يُحس أنه السفير الإلهي الذي تعلو كلمتُه على سفراء الملوك جميعًا.

أين يقع سفر شيعيا بن أمصيا:

إنّ سِفر شعيا يقع في العهد القديم في ما يُعادل ستة وستين إصحاحًا، ولكن شراح العهد القديم ونُقاده يتفقون على أن ما حرره النبي شعيا من هذه الإصحاحات جميعًا إنما هو التسعة والثلاثون إصحاحًا الأولى فقط، أما ما بقي من إصحاحات السفر، فمن إضافات اللاحقين، وذلك لأن محرر هذه الإصحاحات الأخيرة مجهولٌ، فإن النقاد قد اصطلحوا على أن يطلقوا عليه اسم أشعياء الثاني، بل إن منهم من يقسم هذه الإصحاحات المزادة قسمين، يعزى القسم الأول منهما إلى شعيا الثاني، والأخير إلى أشعياء الثالث، ومن ثم فإنهم يطلقون على الشخصية التاريخية المعروفة للنبي أشعياء الذي نقوم بدراسته الآن اسم “شعيا الأول”.


شارك المقالة: