ما هي قصة نبي الله إلياس عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


قصة إلياس عليه السلام:

قال الله تعالى بعد قصة موسى عليه السلام وهارون في سورة الصافات: “وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ -إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ- أتدعونَ بعلاً وتَذَرون أحسن الخالقين- اللهُ رَبَكُم وربّ ءابَآئِكُمُ الأولين- فكذبوهُ فإنهم لمُحضَرُون – إلّا عِبادَ اللهِ المُخلصين – وتَركنا عليه في الآخرين- سَلامٌ على إل ياسين- إنّا كذلك نجزي المُحسنين – إنّهُ من عبادنا المؤمنين” الصافات: 123-132.
لقد قال علماء النسب هو: إلياس النشبي، ويُقال: ابن ياسين بن فنحاص بن العيزار ابن هارون، وقيل: إلياس بن العازر بن هارون بن عمران. وقالوا: وكان إرسالهُ إلى أهلك بعلبك غربي دمشق، فدعاهم إلى الله عزّ وجل، وأن يتركوا عبادة صنمٍ لهم كانوا يسمونه: “بعلاً”، وقيل: كانت امرأة اسمها: “بعل”.
الاسم الأول الأصح ولهذا قال لهم: “ألّا تتقون- أتدعونَ بعلاً وتذرون أحسن الخالقين – اللهَ ربّكُم وربّ ءابَائِكُم الأولين”. ومن معجزات اليسع عليه السلام تقارب معجزات عيسى عليه السلام وهي إحياء الموتى وصعوده للسماء وانشقاق النهر إلى شقين.
فكذبوه وخالفوه وأرادوا قتلهُ، فيُقال: إنهُ هارب منهم واختفى عنهم. قال أبو يعقوب الأذرعي، عن يزيد بن عبد الصمد، عن هشام بن عمار قال: وسمعتُ من يذكرعن كعب الأحبار أنهُ قال: إنّ إلياس اختفى من ملِكِ قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين، حتى أهلك الله الملك وولى غيره، فأتاهُ إلياس فعرضَ عليه الإسلام، وأسلم من قومهِ خلقٌ عظيم غير عشرة الآف منهم، فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثني أبو محمد القاسم بن هاشم، حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي، حدثنا بن عبد العزيز عن بعض مشيخة دمشق قال: أقام إلياس عليه السلام هارباً من قومه في كهف جبل عشرين ليلةٍ، أو قال: أربعين ليلةٍ- تأتيه الغربان برزقهِ. وقال مكحول عن كعب: أربعةَ أنبياء أحياء: اثنان في الأرض؛ إلياس والخِضر، واثنان في السماء، إدريس وعيسى عليه السلام. وقوله تعالى: “فَكَذبوهم فإنّهُم لَمُحضرون” الصافات:127. أي للعذاب، إما في الدنيا والآخرة، أو في الآخرة. فالأول أظهرَ ما ذكرهُ المفسرون والمؤرخون.
وقوله: “إلّا عباد اللهِ المُخلصين” الصافات:128. أي أيقينا بعده ذكراً حسناً له في العالمين؛ فلا يُذكرُ إلا بخير، ولهذا قال: “سلامٌ على إلّ ياسين” أي أنه سلامٌ على إلياس والعرب تلحقُ النون في أسماء كثيرةً وتبدلها من غيرها كما قالوا: إسماعيل وإسماعين وإسرائيل وإسرائين وقد قرئ: “سلامٌ على آل ياسين” أي على آل محمدعليه الصلاة والسلام، وقرأ بن مسعود وغيره: “سلامٌ على إدريس” ونقل عنه من طريق إسحاق عن عبيدة بن ربيعة عن ابن مسعود أنه قال: إلياس هو إدريس. وإليه ذهب الضحاك بن مزاحم، وحكاه قتادةً ومحمد ابن اسحاق والصحيح أنه غيره.

إلياس في كتاب ابن كثير:

إنّ المُفسر والمؤرخ إسماعيل ابن كثير كان يقول إنّ ترتيب إلياس عليه السلام بين الأنبياء كان فيه وجهةُ نظر. وكان يميلُ إلى أن “بعل” كان صنماً لرجل ولم يكن لإمرأة، ويُحدد موضع وقوع الأحداث في مدينة بعلبك، وكان يعرض رواية كعب الأحبارِ، وهو كان يهودياً وأسلم في عهد عمر بن الخطاب ويقال في عهد أبو بكر وكان يروي ما قرأ في الكتب اليهودية أن إلياس قد اختبأ من قومه حتى مات ملكهم، ثم دعا الملك الجديد للإيمان فآمن وآمن قومه عدا عشرة آلأف منهم فأمر بهم فقُتِلوا.
ثم بعد ذلك عاد ليُنفذ رواية الطبري فقال: أن مسألة رفع إلياس وكسوهِ للريش وانقطاع اللذةِ عنهُ وتحويلهِ لمَلَك هي من الإسرائيليات. ويكملُ ابن كثير تفنيده الروايات حول إلياس، فيذكرُ حديثاً موضوعاً بأن النبي إلياس ما زال حياً ولكنهُ غير مرئي، وكذلك الخضر أيضاً، وأنهما كانا يجتمعان في كل عام في رمضان ببيتِ المقدس، ثم يلتقيان في موسم الحجّ بالكعبة المُشرفة ويشربان من زمزم شربة ماء تكفيهما للعام التالي.

ويذكرُ في رواية أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في بعض تجولهِ بالصحراء أنه قد التقى بالنبي إلياس وأنه وجد طوله أكثر من ثلاثمائةِ ذراعٍ، وفي روايةٍ أخرى أنه دعا الرسول محمد لتناول الطعام معه فأكلا من طعام الجنة، وبالطبع يُكّذِّب ابن كثير هذه الروايات ويؤكد أن إلياس قد مات في زمانه.

القصة القرآنية لإلياس عليه السلام:

إن القصة القرآنية لإيلياس وسنذكرهُ هنا بإسم إلياس وهي شديدة الاختصار، فالقرآن الكريم يذكر فقط أن إلياس قد هزأ قومهُ لأنهم يعبدون“بعل” وتركهم عبادة الله وحده لا شريك له وتكذيب قومه إياه فمعاقبة الله لهم بـ“إنّهم مُحضَرونّ، سبحان الله عما يصفون، إلا عباد الله المُخلَصين”وفي تفسير “إنهم محضرون” أي أنهم محضرون للعقاب في الدنيا ثم بعدها عقاب الآخرة، ثم يسلّم الله عليه “سَلامٌ على آل ياسين” بصيغة أخرى لاسمه.


شارك المقالة: