ما هي كيفية إقامة سجود السهو؟

اقرأ في هذا المقال


كيفية إقامة سجود السهو:

سجود السهو: هو عِبارةٌ عن سَجدتينِ يَسجُدُهما المصلِّي؛ لجَبْرِ الخَللِ الحاصِلِ في صَلاتِه مِن أجْلِ السَّهوِ. وقد كان سهو النبي عليه الصلاة والسلام من تمام نعمة الله تعالى على أمته، وإكمال دينهم؛ ليقتدوا به عليه الصلاة والسلام فيما يُشرعهُ لهم عند السهو؛ فإنه عليه الصلاة والسلام كان يُنسي فيترتب على سهوه أحكاماً شرعية تجري على سهو أمتهِ إلى يوم القيامةِ، فقد ثبت عنه النبي عليه الصلاة والسلام أنهُ شرعَ لأمتهِ في سجود السهو أحكاماً منها:

الأشياء التي حفظ بها النبي عليه الصلاة والسلام في السهو:

  • لقد حُفظ عن النبي عليه الصلاة والسلام في السهو أشياء منها وهي ما يلي:
    – سلم النبي عليه الصلاة والسلام من اثنتين، ثم أتمّ ما بقي وسجدَ بعد السلام؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة ذي اليدين، قال: النبي عليه الصلاة والسلام إحدى صلاتي العشي ركعتبين ثم سلم، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يده عليها، وفي القوم أبو بكر وعمر، فهابا أن يكلماه، وخرج سَرعانُ الناس فقالوا: أقصرت الصلاة؟ ورجلٌ يدعوه النبي عليه الصلاة والسلام أن نسيت، فقال: “لم أنس ولم تقصر.قال: بلى، فصلى ركعتين ثم سلم، ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسهُ فكبر، ثم وضع رأسه فكبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه فكبر ثم سلم” متفق عليه.
    سلّم عليه الصلاة والسلام من ثلاثٍ، فأتم الركعة الباقية، ثم سجد سجود السهو بعد السلام؛ وذلك لحديث عمران بن حصين رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى العصر فسلم في ثلاث ركعاتٍ ثم دخل منزلهُ، فقام إليه رجلٌ يُقال له: الخِرباق وكان في يديهِ طولٌ فقال يا رسول الله، فذكر له صنيعهُ وخرجَ غضبان يجرّ رداءهُ حتى انتهى إلى الناس فقال: “أصدق هذا” قالوا: نعم، فصلى ركعةً ثم سجد سجدتسن ثم سلم. وروايةً أخرى تقول: “فصلى الركعة التي كان ترك ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو ثم سلم” رواه مسلم – باب السهو في الصلاة.
    قام عليه الصلاة والسلام في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر ولم يجلس للتشهد، حتى قضى صلاته، ثم سجد سجود السهو قبل السلام؛ وذلك لحديث عبد الله بن بحينة رضي الله عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام “صلّى بهم الظهر فقام في الركعتين الأوليين لم يجلس فقام الناس معه حتى إذا قضى صلاته، وانتظر الناس تسليمهُ كبر وهو جالس فسجد سجدتين قبل أن يسلم، ثم سلم” متفق عليه.
    صلى الظهر خمساً فنبهَ فثنى رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم سلم؛ وذلك لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمساً، فقيل له: “أزيد في الصلاة؟ فقال: وما ذاك؟ قالوا: صليت خمساً، فسجد سجدتين بعدما سلم” متفق عليه.
    أما الشك فلم يُعرض له عليه الصلاة والسلام، وقد أمر فيه بأمرين على حسب نوعيه وهما:
    1- أمر النبي عليه الصلاة والسلام من رجع إلى التحري وهو أكثر الوهم أو الظن الغالب القوي بالبناء على غالب الظن، ثم السجود للسهو بعد السلام؛ وذلك لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: صلى النبي عليه الصلاة والسلام، فلما سلم قيل له: يا رسول الله أحدث في الصلاة شيءٍ؟ قال: وما ذاك” قالوا: صليت كذا وكذا فثنى رجله واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم، فلما أقبل علينا بوجهه قال: “إنهُ لو حدث في الصلاة شيءٍ لنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشرٌ مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحرّ الصواب فليتم عليه، ثم يسلم، ثم يسجد سجدتين” متفق عليه.
    2- لقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام من شك ورجع إلى اليقين وهو الأقل بالبناء على اليقين، وطرح الشك ثم السجود للسهو قبل السلام؛ وذلك لحديث أبي سعيد رضي الله عنه يرفعهُ: “إذا شك أحدكم في صلاتهِ فلم يدركم صلى ثلاثاً أم أربعاً؟ فليطرح الشك، وليبنِ على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمساً شفعن له صلاته، وإنّ كان صلى إتماماً لأربع كانتا ترغيماً للشيطان” رواه مسلم.

فعن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “إذا شَكَّ أحدُكم في صَلاتِه، فلمْ يَدْرِ كم صَلَّى؛ ثلاثًا أم أربعًا؟ فلْيَطْرَحِ الشَّكَّ، ولْيَبْنِ على ما اسْتَيقَنَ، ثم يَسجُدْ سَجدتينِ قَبلَ أنْ يُسلِّمَ، فإنْ كانَ صلَّى خمسًا، شفَعْنَ له صلاتَه، وإنْ كانَ صلَّى إتمامًا لأربعٍ، كانتَا ترغيمًا للشَّيطانِ”. رواه البخاري.


شارك المقالة: