المحافظة في الخشوع على سنن الصلاة القولية والفعلية:
لا شكّ بأن العمل على سنن الصلاة القولية والفعلية تجلب الخشوع في الصلاة، ويزيد من ثوابها، ويرفعُ من درجات صاحبها في الدنيا والآخرة، وهي سننُ أقوالٍ وأفعال، ولا تبطل الصلاة بترك شيءٍ منها عمداً ولا سهواً، وسنن الصلاة، هي ما عدا الشروط والأركان والواجباتِ، وهي تأتي على النحو التالي:
- رفع اليدينِ نحو المنكبين أو الأذنين، وذلك يكون مع تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه وعند القيام من التشهد الأول.
- وضع اليد اليُمنى على اليدِ اليُسرى على الصدر؛ وذلك عن سهلِ بنِ سعدٍ السَّاعديِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: “كان النَّاسُ يؤمَرونَ أنْ يضَعَ الرَّجلُ اليدَ اليُمنى على ذراعِه اليُسرى في الصَّلاةِ” صحيح البخاري.
- النظر إلى موضع السجود في الصلاة وحصول نية الخشوع، وذلك لحديثٍ؛ أنَّ أَبَا قِلاَبَةَ الْجَرمِىَّ قال : “حَدَّثنِى عَشَرَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَن صَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى قِيامِه وَرُكُوعهِ وَسُجُودِه بِنَحوِ مِن صَلاَةِ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ يَعنِى عُمَرَ بنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَال سُلَيْمَانُ : فَرمَقْتُ عُمَرَ فِى صَلاَتِهِ ، فَكَانَ بَصَرُهُ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ”. رواه ابن عدي في “الكامل”والبيهقي في السنن.
- دعاء الاستفتاح؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسكُتُ بين التَّكبيرِ والقراءةِ، فقلتُ: بأبي وأمِّي يا رسولَ اللهَ، في إسكاتِك بين التَّكبيرِ والقراءةِ ما تقولُ؟ قال: أقولُ: “اللهمَّ باعِد بيني وبين خطايايَ كما باعَدْتَ بين المشرِقِ والمغرِبِ، اللهمَّ نقِّني مِن الخطايا كما يُنقَّى الثَّوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ، اللهمَّ اغسِلْ خطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ” رواه البخاري.
- التعوذ بالله من الشيطان، وذلك للآية، ولحديث أبي سعيد رضي الله عنه، ومن أفضل الصيغ: “أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه كما ثبت ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام”رواه أبو داود.
- البسملة، وذلك لحديث، قال نعيم المجمر: صليتُ وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن الحديث وفيه ويقول إذا سلم: “والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه النسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال: على شرط البخاري ومسلم.
- قول آمين بعد قراءة الفاتحة، يجهرُ بها في الجهرية ويُسرّ في السّرية؛ وذلك لحديث أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “إذا أمَّن الإمامُ فأمِّنوا؛ فإنَّه مَن وافَقَ تأمينُه تأمينَ الملائكةِ، غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنبِه” رواه البخاري.
- قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين، أو ما تيسر من القرآن، وذلك لحديث أبي قتادة رضي الله عنه، “أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ فِي الرَّكعَتَينِ الْأُولَيَينِ بِأُم الْكِتَاب وَسورَتين، وَفِي الركعَتَين الْأُخْرَيَيْنِ بِأُمِّ الْكِتَابِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَاناً” رواه البخاري.
- الجهر بالقراءة في الصلاة الجهرية.
- الإسرار في الصلاة السّرية؛ وهذا لحديث خباب وأنهم كانوا يعرفون النبي عليه الصلاة والسلام في صلاة الظهر والعصر باضطراب لحيتهِ.
- السكتة اللطيفة بعد الفراغ من القراءة في الصلاة كلها.
- وضع اليدينِ مفرجتي الأصابع على الركبتين، كأنه قابضٌ عليهما.
- مدّ الظهر في الركوع حتى لو صبّ عليه الماء لاستقر، وجعل الرأس حيال الظهر.
- مجافاة اليدين عن الجنبين في الركوع.
- ما زاد على التسبيحة الواحدة في الركوع والسجود.
- ما زاد على المرة الواحدة في سؤال الله المغفرة بين السجدتين.
- قول كلمة”ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، بعد قول ربنا لك الحمد.
- وضع الركبتين قبل اليدين في السجود، ورفع اليدين قبل الركبتين في القيام.
- ضم أصابع اليدين في السجود.
- تفريج أصابع الرجلين في السجود.
- مجافاة العضدين عن الجنبين في السجود.
- مجافاة البطن عن الفخذين، والفخذين عن الساقين والتفريج بين الفخذين.
- وضع اليدين حذو المنكبين أو الأذنين في السجود، والسجود بينهما.
- ضم القدمين والعقبين ونصبهما في السجود.
- الإكثار من الدعاء في السجود.
- افتراش الرجل اليُسرى ونصب اليُمنى على الفخذ اليُمنى واليسرى على الفخذ اليسرى إذا جلس في الصلاة لكي يحصل الخشوع أو وضع الكفين على الركبتين، أو وضع الكف اليمنى على الفخذ اليُمنى واليسرى على اليسرى ويُلقم كفّه اليسرى ركبته.
- وضع الذراعين على الفخذين في التشهد، وفي الجلوس بين السجدتين.
- قبض خِنصر وبِنصر اليد اليُمنى في التشهد، والتحليق بين الإبهام والوُسطى، والإشارة بالسبابة وتحريكها إلى القبلة عند ذكر الله، وعند الدعاء.
- جلسة الاستراحة قبل القيام إلى الركعة الثانية، والركعة الرابعة.
- التورك في التشهد الثاني.
- النظر إلى السبابة عند الإشارة بها في الجلوس.
- الصلاة والتبريك على محمد وآل محمد وعلى إبراهيم وعلى آل إبراهيم في التشهد الأول.
- الدعاء والتعوذ من أربع بعد التشهد الثاني.
- الالتفات يميناً وشمالاً في التسليمتين.
- نيتهُ في سلامه، والخروج من الصلاة، والسلام على الملائكة والحاضرين ومنها حديث جابر بن سمرةَ وفيه: “علام تؤمنون بأيديكم كأنها أذناب خيلٍ شُمسٍ، إنما يكفي أحدكم أن يضع يدهُ على فخذهِ ثم يُسلّم على أخيه: من على يمينه وشمالهِ” رواه مسلم. فالمُحافظة على هذه السنن يزيدُ الخشوع في الصلاة، ويزيدُ في الثواب عند الله تعالى.