ما هي كيفية حشر النار للناس في أواخر الساعة؟

اقرأ في هذا المقال


كيفية حشر الناس للناس في أواخر الساعة:

عندما تظهرُ النار العظيمة من اليمن، فإنها تنتشرُ في الأرض، وتسوق الناس إلى أرض المحشر، والذينَ يحشرون على ثلاثة أفواجٍ: فوجٌ راغبون طاعِمون كاسون راكبون وفوجٌ يمشون تارةً ويركبونَ تارة أخرى، ويعتقبونَ على البعير الواحد؛ كما سيذكر في الحديث: اثنانِ على بعير، وثلاثةٌ على بعيرٍ إلى أنّ قال: وعشرة على بعير يَعتقبونه، وذلك من قلة الظهر يومئذ، تحشرهم النار، فتحيطُ بهم من ورائهم، وتسوقهم من كلِ جانبٍ إلى أرض المحشر، ومن يتخلّف تأكله النار.
وممّا جاء من الأحاديث في بيان كيفية حشر هذه النار للناس:
1. روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام، قال:” يُحشر الناسُ على ثلاثِ طرائق: راغبين وراهبين واثنان على بعير، وثلاثة على بعير وأربعةٍ على بعير وعشرةٍ على بعير، ويحشُر بقيتهم النارُ تقبل معهم حيث قالوا، وتبيتُ معهم حيث باتوا، وتصبحُ معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا” صحيح البخاري.
2. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: تبعثُ نارٌ على أهل المشرق، فتحشُرهم إلى المغرب، تبيتُ معهم حيث باتوا، وتقيلُ معهم حيث قالوا، يكون لها ما سقط منهم، وتخلف وتسَوقهم سوق الجمل الكسير. رواه الطبراني.
3. وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه؛ قال: قام أبو ذرّ رضي الله عنه، فقال:” يا بني غِفار! قولوا ولا تختلفوا، فإن الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، حدثني:” أن الناس يُحشرون ثلاثة أفواجٍ: فوجٌ راكبين طاعمين كاسين، وفوجٌ يمشون ويسعون، وفوجٌ تسحبهم الملائكة على وجوههم وتحشرهم إلى النار، فقال قائلٌ منهم: هذان قد عرفناهما، فما بال الذين يمشون ويسعون؟ قال: يلقي الله الآفة على الظهر حتى لا يبقى ظَهرٌ حتى إن الرجل لَيكون له الحديقة المعجبة، فيعطيها بالشارف، ذات القتب، فلا يقدرُ عليها”.مسند الإمام أحمد.

أرض المحشر:

يُحشر الناس إلى الشام في آخر الزمان، وهي أرض المحشر؛ كما جاءت في الأحاديث الصحيحة، وهي كما يلي:
منها ما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما في ذكر خروج النار، وفيه قال: قلنا:” يا رسول الله! فماذا تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام” رواه الإمام أحمد والترمذي.
وروى الإمام أحمد عن حكيم بن معاوية البهزي عن أبيه: فذكر الحديث، وفيه يقول عليه الصلاة والسلام: ها هُنا تُحشرون، ها هُنا تُحشرون، ها هُنا تُحشرون ثلاثاً؛ ركباناً، ومشاةً على وجوههم. قال ابن أبي بكير: فأشار بيده إلى الشام، فقال:” إلى ها هُنا تُحشرون” مسند أحمد.
وفي رواية الترمذي عن بهز بن حكيمٍ عن أبيه عن جده، قال: قلت يا رسول الله! أين تأمرني؟ قال:“ونحا بيده نحو الشام” رواه الترمذي.
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول:“ستكون هجرة بعد هجرة، ينحاز الناس إلى مُهاجرِ إبراهيم، لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم، تنذرهم نفسُ الله، تحشرهم النار مع القردة والخنازير، تبيتُ معهم إذا باتوا، وتقيلُ معهم إذا قالوا، وتأكل من تخلّف”. مسند الإمام.
قال ابن حجر: وفي تفسير ابن عيينة عن ابن عباس: من شكّ أن المحشر ها هُنا “أيّ الشام” فليقرأ أول سورة الحشر، قال لهم رسول الله يومئذٍ: اخرجوا، قالوا إلى أين؟ قال: إلى أرضُ المحشر. فتح الباري. والسبب في كون أرض الشام هي أرضُ المحشر أن الأمن والإيمان والإيمان حين تقع الفتن في آخر الزمان يكونُ في الشام.
وقد جاء في فضله والترغيب في سكناه أحاديث صحيحة ومنها:
منها ما أخرجه الإمام أحمد عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” بينا أنا نائمٌ إذ رأيتُ عمود الكتاب احتُملَ من تحت رأسي، فظننتُ أنه مذهوبٌ به، فأتبعهُ بصري، فعُمدَ به إلى الشام، ألا وإنّ الإيمان حين تقعُ الفتن بالشام” مسند الإمام أحمد.
وأخرج الطبراني عن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: رأيتُ ليلة أسري بي عموداً أبيض كأنه لواء تحملهُ الملائكةُ، فقلتُ: ما تحملون:؟ قالوا: عمود الكتاب؛ أمرنا أن نضعهُ بالشامِ. فتح الباري. وقد تقدّم أن نزول عيسى عليه السلام في آخر الزّمان يكون بالشام، وبه يكون اجتماع المؤمنين لقتالِ الدّجال. وقد أنكرّ أبو عبيّة أن تكون أرض الشام هي أرضُ المحشر، فقال: الكلام الذي يحدّد أرضُ المحشر لا دليل عليه من كتاب أو سنةٍ أو إجماعٍ، بل في القرآن العزيز ما ينقضهُ، قال الله تعالى:”يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ” إبراهيم:48. فأين أرضُ الشام إذن.
والحاملُ له على هذا هو اعتقادهُ أن هذا الحشر في الآخرة، وليس في الدنيا، وسنتحدث أن هذا الحشر سيكونُ في الدنيا، كما تدلُ عليه الأحاديث الصحيحة.


شارك المقالة: