كيفية صلاة الضحى وعدد ركعاتها:
إذا أراد المسلم أن يُصلّي صلاة الضُحى، فلا بُدَ أن يكون جاهزاً لها من الناحية الحسيةِ والمعنوية، فيتوضّأ ثم بعد ذلك يتوجهُ للمكان الذي سيُؤدّي فيه الصلاة، ويُصلّي الضُحى بالكيفية الآتية وهي كما يلي:
وجود النية، وهي أن ينوي لصلاة الضحى ويُصليها. ثم بعد ذلك يتو جه للقبلة ويُكبر تكبيرة الإحرام. ثم يقرأ دعاء الاستفتاح. ثم بعد ذلك يبدأ بقرأة سورة الفاتحة ومن ثم يقرأ سورة قصيرة من القرآن بعد الفاتحة. وبعدذلك يُكبر ويركع ويقول عندما يركع “سبحان ربي العظيم”. ثم يرفع من ركوعهِ ويستوي قائماً، ويقول: “سمع اللهُ لِمن حمده ربنا ولك الحمد”. ثم يُكبر ويسجد ويقول في سجوده “سبحان ربي الأعلى”. ثم يرفع من السجود ويجلس جلسةً قصيرة. ثم يسجدُ سجدة ثانية ويقول في سجوده كما قال في سجوده الأول. ثم يرفع من السجود ويُصلّي باقي الركعات الأخرى كما صلى الركعة الأولى؛ مع الأخذ بعين الاعتبار الجلوس للتشهد بعد صلاة الركعتين. ثم يجلسُ للتشهد الأخير، وقراء التشهد والصلاة الإبراهيميّة. ثم يُسلمُ عن يمينهُ ويقول السلام عليكم ورحمة الله. وعن شمالهُ يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدد ركعات صلاة الضحى:
لقد أجمع العلماء على أنّ أقلّ صلاة الضحى ركعتانِ، أما وقد أختلفو في كثرتها فقد قال بعضهم أكثرها ثمانية، وقال غيرهم إن أكثرها اثنتا عشرة ركعةٍ، وقال غيرهم بأنه لا حدّ لكثرتها وهناك بعض الأقوال تدل على ذلك.
1- لقد ذهب أصحاب المذاهب الأربعة بخلاف الحنفية إلى أنّ أقل صلاة الضّحى ركعتان وأكملها ثمانية، وذلك لما رُوِي من حديث أم هانىء رضي الله عنها: “أنَّه لَما كانَ عَامُ الفَتْحِ أتَتْ رَسول الله صَلى اللَه عليه وسلم وهو بأَعلَى مَكة قَام رَسولُ اللهِ صَلى الله عليه وسلم إلى غسلِهِ، فَسَتَرَت عليه فَاطِمَةُ ثم أخَذَ ثَوبهُ فَالْتَحَفَ به، ثم صَلى ثَمَان ركَعَات سبحَةَ الضحَى“؛ فإذا زاد على ذلك عامداً عالماً بنية الضحى لم ينعقد ما زاد على الثمان، فإن كان ناسياً أو جاهلاً انعقد نَفلًا مطلقاً عند الشافعيّة، والحنابلة.
2- لقد ذهب الأحناف إلى أنّ أكثر صلاة الضحى ما يقارب ستّة عشر ركعة، فإن إنّ زاد على ذلك فإمّا أن يكون قد نواها كلّها بتسليمةٍ واحدةٍ، وفي هذه الحالة يُجزّئ ما صلّاه بنية الضّحى وينعقد الزائد نفلًا مُطلقاً، إلا أنّه من المكروه أن يصلي هذه الصلاة في نفل النهار زيادةً على أربع ركعات بتسليمة واحدةٍ، وإما أن يُصلّيها مُفصّلة اثنتين اثنتين، أو أربعاً وفي تلك الحالة لا كراهة في الزّائد إطلاقاً.
3- لقد ذهب أبو جعفر الطبري والمليمي والروياني من الشافعيّة وغيرهم إلى أنّه لا حدّ لكثرة صلاة الضحى، وقال العراقي في شرح الترمذي: “لم أرَ عن أحدٍ من الصّحابة والتّابعين أنّه حصَرها في اثنتي عشرة ركعة، وذهب السيوطي إلى ذلك أيضاً، وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن أنّه سُئِل: هل كان أصحابُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُصلّونها؟ فقال: نعم، كان منهم من يُصلّي ركعتين، ومنهم من يُصلّي أربعًا، ومنهم من يمدّ إلى نصف النّهار، وعن إبراهيم النخعيّ أنّ رجلاً سأل الأسود بن يزيد: كم أُصلّي الضّحى؟ قال: كما شئت”.
الإعجاز النبوي في صلاة الضحى:
لقد أوصانا النبي عليه الصلاة والسلام بضرورة شُكر الله تعالى على كل يوم تطلعُ فيه الشمسُ عليه بعدد هذه السَلامي في جسده، لذلك نودُ أن نبين هنا صلاة الضحى والتي غفل عنها الكثيرين من بعض المسلمين ومن بيانها ما يلي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر”. أخرجه البخاري ومسلم.
عن أبي الدرداء وأبي ذر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا ابن آدم، اركع لي أربع ركعات من أول النهار أُكفِك آخره” رواه الترمذي.
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يُصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى”.
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عتها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه خُلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبّر الله، وحمد الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرًا من طريق الناس، أو شوكة أو عظماً عن طريق الناس، وار بمعروف، ونهي عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة سلامي فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار صحيح مسلم.