اقرأ في هذا المقال
- كيفية صلاة الكسوف والخسوف
- الحكمة من الكسوف والخسوف
- حكم صلاة الكسوف والخسوف
- وقت صلاة الكسوف والخسوف
- صفة صلاة الكسوف والخسوف
- سنن صلاة الكسوف والخسوف
كيفية صلاة الكسوف والخسوف:
الكسوفُ لغة: وهي عبارة عن ظاهرة، ويُقال: كسفت الشمس تكسفُ كُسوفاً: أي أنهُ ذهب ضوءها واسوداده، أما كسف القمر: أي ذهاب ضوءهِ وتغيرهِ إلى السواد. ويكون الكسوف في أولهِ، والخسوف في آخرهِ. وقيل أيضاً الكسوف هو ذهاب ضوء الشمس بالكامل، أما الخسوف بعضها. وقيلَ أيضاً الكسوفُ للشمسِ، والخسوف للقمر، فقيل أنهما يأتيان بمعنى واحد.
أما صلاة الكسوف في الشرع: وهي عبارة عن صلاةٌ تُؤدى بكيفيةٍ مخصوصةٍ في ظلمةٍ أحد النورين، وهي الشمس والقمر، أو بعضاً منهما. وخسوفُ القمر هو ذهابُ القمرِ أو بعضهُ في الليلِ.
الحكمة من الكسوف والخسوف:
لم يذكر في القرآن الكريم أي ذكر لصلاة الكسوف والخسوف، وإنما ورد ذلك في السنة الشريفة من أقوال الرسول عليه الصلاة والسلام وأفعالهِ؛ وذلك في السنة العاشرة للهجرة عندما كُسفت الشمس فصلى بأصحابه وأطال الصلاة حتى انجلت الشمس. فالناسُ تخشى أنه إذا حدث الكسوف بأن يستمر ولا يزول، وأن تقوم الساعة عند حدوثهِ؛ لأن وقت قيام هذه الظاهرة لا يعلمهُ إلا الله.
قال تعالى: “فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ – وَخَسَفَ الْقَمَرُ – وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ – يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ – كَلَّا لَا وَزَرَ – إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ – يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ”.
إن الكسوف والخسوفِ آيتانِ من آياتِ الله تعالى، يُنذرُ الله بهما عبادةً حتى يرجعوا إليه، قال: ” إِنَّ الشّمس والقمر لا ينكسفان لموت أَحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله جل وعلا يخوف بهما عباده، فإِذا كُسفا فافزَعُوا إِلى الصَّلاة” رواه أبو داود.
حكم صلاة الكسوف والخسوف:
إنّ حكم صلاة الكسوف سنةٌ مؤكدة؛ وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: “إنّ الشمس والقمر آيتانِ من آيات الله، لا يَخسفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتهِ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبّروا وصلّوا وتصدقوا” متفق عليه.
وقت صلاة الكسوف والخسوف:
إن وقت صلاة الكسوف والخسوف يبدأ من أول الكسوف حتى نهايتهِ. ويجب على المُصلي أن يُنهي صلاته حتى لو ذهب الخسوف أو الكسوف، ولا يجوز إعادة الصلاة حتى لو انتهى منها، وحينما يذهب الخسوف والكسوف يتوجب على المسلمون الدعاء والاستغفار والذكر.
صفة صلاة الكسوف والخسوف:
إنّ صفة صلاة الكسوف والخسوف كما ذكرتها السيدة عائشةُ رضي الله عنها أنها قالت: ” خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عهد رسول الله فصلى رسول الله بالناس، فقام فأطال القِيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثمَّ قام فأَطال القِيام وهو دون القيام الأولِ، ثُمَّ ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأَول، ثمّ سجد فأطال السُّجود، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى، ثُمّ انصرف وَقَدِ انجلت الشّمس، فخطب النَّاس فحمِد الله وأَثنى عَلَيهِ، ثم قَال: إنَّ الشمس والقمر آيتان مِن آيَاتِ اللهِ لا يخسفان لموت أَحد ولَا لحياته، فَإذا رَأَيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا” رواه البخاري.
وعلى هذا الأساس وهذا الأمر إذا حدث، فإنهم يُنادوا إلى الصلاة، بقولهم: “الصلاةُ جامعة”. فإِنّ اجتمع الناس صلّى بهم الإِمام ركعتين طويلتين، يَجهر فيهما بالقراءة، يقرأ في الركعة الأولى الفاتحة ثم سورة طويلة، ثم يركع ويطيل الركوع، ثم يرفع قائلاً: “سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد” ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة أقصر من الأولى، ثم يركع ويطيل الركوع أقصر من الأول، ثم يرفع قائلاً: “سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد”، ثم يسجدُ سجدتين طويلتين، يجلس بينهما ولا يطيل الجلوس، ثم يرفع من السجدة الثانية مُكبراً ويصلي الركعة الثانية مثل الركعة الأولى بقيامها وركوعها وسجودها، ولكنها دُونَها في المقدار، ثم يجلس ويتشهد ويسلم.
سنن صلاة الكسوف والخسوف:
هناك عدة أمور يتوجب اتباعها في صلاة الكسوف والخسوف ومنها ما يلي:
1- إنّ صلاة الكسوف والخسوف تُصلى جماعة، ولا بأس بها إذا صُليت فرادى.
2- تكون صلاة الكسوف والخسوف في المسجدِ، ويصحُ للنساء أن يخرجنّ إليها.
3- يجبُ في هذه الصلاة التطويل، سواء بقيامها وركوعها وسجودها، إلا إذا انتهت هذه الظاهرةُ فعايه أنّ يُتمها بالخفية.
4- وفي صلاة الكسوف والخسوف أيضاً أنّ تكون الركعةُ الثانيةُ أقصرَ من الركعة الأولى ويكون ذلك بقيامها وركوعها وسجودها.
5- بعد الانتهاء من هذه الصلاة يجبُ أخذُ درسٍ وموعظةٍ بعدها، من أجل تذكير الناس بقدرة الله تعالى، وبيان حكمة هذه الظاهرة، وحثّ الناس على فعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات، واللجوء لله وحده والتصديق به وأنه على كل شيءٍ قدير.
6- الإكثارُ من الأدعية والاستغفار والذكر والتصدق، وفعلُ أمورٍ كثير من الأعمال الصالحة؛ لكي يكشف الله تعالى ما في الناس.
7- يصحُ لمُصلي هذه الصلاة أنّ يرفع يديهِ إلى السماء؛ وذلك لحديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: “فأتيتهُ وهو قائمٌ في الصلاة رافعٌ يديهِ” رواه مسلم.